القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

لهفة الشوق الحارقة

133

بقلمى خالد الدسوقي

 

تتبادل الفصول فصلا تلو فصل وتتبعها السنوات سنه تلو سنة مرورا بشهورها شهرا خلف شهر تتبعها الأيام بلياليها السوداء القاتمة وصولا لصباحها المشرق المنير يوما تلو يوم فتتساقط الشجيرات الذابلة لتاتى عوضا عنها الشجيرات النضرة زاهية الألوان لتتفتح الورود الجميلة لتنشر البهجة بقدوم الفصل الجديد فتتساقط الثلوج المتجمدة رويدا رويدا فور تعرضها لأشعة الشمس الحارة لتزيب الثلوج وتظهر الجمال الأخذ الذى حجبته تلك الثلوج الكثيفة فتتساقط قطرات الأمطار قطرة تلو قطرة لتروى الأرض الزابلة فتنتعش الزهور بمياه الأمطار الغزيرة وتنتعش الأرض بهذه المياه بعد عطشها الشديد إليها كذلك هى لهفة الشوق تلك اللهفة التى تزيد من عطش الإنسان للقاء معشوقه المفارق ذلك الفراق الذى ينتهى عندما يرتوى عطشه بشوقه عندما يتلقي معشوقه فترتوى منه فيصبح وجهه مبتسما سعيدا ناضرا كالزهور التى ارتوت بمياه الأمطار فالشوق و الفراق هما وجهان لعملة واحدة يعكسان طبيعة الإنسان لحبه الشديد لرؤية شيء يفضله فهناك من يسيطر عليه الشوق لرؤية محبوب له قد سافر إلى مكان ما و هناك من يسيطر عليه شوقه لرؤية مكان ما قد فارقه فيتمنى العودة إليه و هناك من يتمنى رؤية صديق ما قد باعد بينهما الدهر لعدة سنوات لكن يظل اصعب أنواع الشوق هو الشوق لرؤية شخص أحببته قد فارق الحياة ولن يعود فتتمنى أن تلقاه من جديد ولو ساعة واحده لتعبر عن مقدار الحب الذى تكنه إليه لكن هيهات أن يتحقق هذا اللقاء تلك هى كلماتى التى نطقتها شفتاى وتحدثت بها إلى نفسي عندما تملكنى لهفة الشوق والحنين لرؤية أحد أصدقائي الذى ذهب إلى قضاء الخدمة العسكرية فظللت انتظر ليلا ونهارا وأعد الأيام لياتى صديقي إجازته لنقضي وقتا معا قبل أن يفارقنى من جديد وأستطيع أن أرتوى من رؤيته فما أصعب هذا الفراق المؤلم الممزوج بالشوق الأزع الذى يجعل الإنسان كالأرض الزابلة العطشة إلى المياه فيحترق بالم الشوق كإحتراق الأخشاب لصناعة الحطب الذى قد يصيب الإنسان في كثير من الأحيان بالألام الجسدية والنفسية .

قد يعجبك ايضا
تعليقات