القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حديقة الحرية ساحة ثقافية في قلب القاهرة

169

القاهرية

على إحدى ضفاف نهر النيل بمنطقة الجزيرة في وسط القاهرة، تداعب نسمات الهواء أغصان الأشجار بينما أشعة الشمس تخترق قلب الحديقة، وتفترشه بلون الذهب. ووسط هذه اللوحة الفنية الطبيعية، تقف تماثيل رموز الفكر ودعاة الاستقلال في مصر والعالم، كأنهم يتأملون بهدوء ما يحدث حولهم.

 بدأ تاريخ حديقة الحرية مع نهضة القاهرة العمرانية في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أراد أن يحوّل العاصمة إلى قطعة من أوروبا، ويجد متنفساً للمدينة فأخذ في إنشاء الحدائق العامة وزوّدها بالأشجار المعمرة والنادرة، ومن ضمنها حديقة الحرية التي أنشأها عام 1876، وعرفت حينها بحديقة النيل، وفي عام 2001 تم تجديد الحديقة وأعيد افتتاحها.

جريدة القاهرية تضع العالم بين يديك 

 تبلغ مساحة الحديقة حوالي سبعة أفدنة، وتمتاز بتصميم هندسي يشطرها إلى نصفين متناظرين مع ممشى رائع من الصخور الحمراء، بينما يحاط مدخل الحديقة بصفين من أشجار النخيل الملكي، ذات الأوراق الريشية اللامعة والجذوع البيضاء الرخامية، وهو من أجمل أصناف النخيل وأفخمها، بجانب مجموعة من الأشجار المعمرة.

ويحاط سور الحديقة بمجموعة من النباتات المتسلقة، التي تتميز بألوان زاهية على غرار أشجار الأكاسيا بأزهارها الصفراء الزاهية والكثيفة، مع أشجار الفيكس هاواي ذات اللون الأبيض والأخضر، بجانب أحواض الزهور التي تنتشر في أركان الحديقة لتملؤها بهجة وإشراق

هنا يمتزج سحر الطبيعة والمساحات الخضراء مع التاريخ وصانعيه، حيث تجد في وسط هذه الزهور الملونة تماثيل شامخة لأعلام الثقافة والفكر، فيحمل كل تمثال اسم صاحبه وبعض المعلومات عنه.

نجد أمير الشعراء أحمد شوقي يجلس وسط هذا الجمال، وكأنه يكتب إحدى قصائده الخالدة. وعلى بعض خطوات تمثال حافظ إبراهيم مزهواً بالقرب من صفحة نهر النيل، وكيف لا وهو صاحب لقب شاعر النيل ؟ وها هو تمثال محرر الاقتصاد المصري طلعت حرب الذي أنشا “بنك مصر” للتحرر من القيود الاستعمارية الاقتصادية.

 رحلة عبر تاريخ الحرية والاستقلال تبدأ من مصر مع شهيد الحرية البطل اللواء عبد المنعم رياض، أحد أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن الماضي، والذي استشهد في أرض المعركة في حرب الاستنزاف المصرية عام1969.

 ومن ضفاف نهر النيل نجد تماثيل الحديقة تنقلنا إلى ساحل المحيط الهادئ، وتحديداً إلى قارة أميركا الجنوبية، حيث تجد نفسك أمام تمثال محرر تشيلي ورئيس أول حكومة وطنية برناردو أوهيغينز، وبطل بيرو وزعيمها الذي ألغى العبودية ريمون كاستيلا، بجانب البطل المكسيكي ميغيل إيدالغو إي كوستيا صاحب “صرخة دولوريس” التي أطلقت الثورة المكسيكية. تماثيل كل هؤلاء من رواد حركات التحرر مهداة من دول أميركا اللاتينية كرمز للصداقة المشتركة مع مصر.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات