القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

كيف نستمطر الرحمات الربانيه؟ ” الجزء السابع “

120

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع كيف نستمطر الرحمات الربانيه ؟ و كما يستحب قراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى الاستغفار، والتسبيح المستمرين وقراءة أذكار الصباح والمساء، وأيضا الإخلاص بالنية، وذلك من خلال إخلاص العمل لوجه وحده لا شريك له، لأن العمل إذا أراد به الشخص رضا الناس واستحسانهم، فقد يدخل في النفاق، وبالتالي يحبط الله عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إنما الأعمال بالنيات” اتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، جميعها في صلاته وصيامه وقيامه، واتباع أخلاقه ومعاملاته وجميع ما جاء به وحبه، الابتعاد عن الجلوس وحيدا، لأن الشيطان يستغل وحدة الإنسان، ويوسوس له بمعصية الله عز وجل، وأيضا شغل وقت الفراغ بالمفيد، وعدم تضييع الوقت في العمل الذي لا يجني منه المسلم أى نفع، فعند وجود الوقت الزائد من الأفضل قراءة القرآن الكريم مثلا، أو القراءة في أحد كتب السنة والدين، وكذلك اللجوء إلى الله تعالى دائما والاستغفار وتجديد التوبة.

والحرص على مكفرات الذنوب من عمل صالح أو صدقة أو صوم، وإن العبد إذا سعى إلى ربه، فأحبه وأطاعه واجتهد في تحقيق ما يرضيه، أحبه الله تعالى، وحببه الله إلى أنبيائه ورسله، وإلى ملائكته، وإلى الصالحين من عباده، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادى جبريل فى السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول فى أهل الأرض” وقال الله تعالى أيضا ” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا” أى أن يجعل الله تعالى للعبد الذي أحبه محبة وقبولا وتقديرا في قلوب الناس، وإذا نال العبد محبة الله تعالى ورضاه، ملأ الله تعالى قلبه طمأنينة وسرورا، ووفقه وحفظه، وأعانه على قضاء حوائجه، واستجاب دعائه، ووجد العبد حلاوة الإيمان في سائر شؤونه، وكل ذلك ببركة حب الله تعالى للمرء، حيث لا شيء كفوز العبد بمحبة ربه، ويصل العبد إلى رضا الله عز وجل إذا داوم على القيام بالطاعات.

وتجنب المعاصى، وإذا اجتهد المسلم في البحث عما يرضي الله سبحانه، فأتاه وبادر إليه، فإنه لا شك سينتهي به المطاف، بتحقيق رضوان الله تعالى عليه، وإن لرضا الله تعالى عن العبد علامات ودلائل يعيشها في حياته الدنيا، ويفرح بها يوم القيامة، وإن توفيق الله لعبده، لمزيد من الطاعات والحسنات، ومنها توفيقه للنوافل من الصلوات، والصيام، والإنفاق، والاحتساب، وغير ذلك، وتوفيق الله لعبده، للإكثار من الإنابة والتوبة من الذنوب، فكل زيادة في التوبة، ما هي إلا دلائل محبة الله تعالى لعبده، ورضاه عنه، وكذلك صيانة الله تعالى لعباده في جوارحهم، حيث قال الله تعالى في الحديث القدسى ” وما يزال عبدى يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها” ففي ذلك إشارة إلى توفيق الجوارح إلى الطاعات، وثنيها عن المعاصي، وأيضا حب العبد للتزاور، وللتناصح في الله تعالى، والتباذل في سبيله، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم.

” حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ” ويقصد من التزاور أن يكون لمرضاة الله تعالى، بما يشتمله التزاور من محبة وتعاون على طاعة الله تعالى، وأيضا نيل العبد حب الناس من حوله، ورضاهم عنه، فالله تعالى إن أحب عبدا، نادى في السماوات أنه يحبه، فيحبه جبريل، وملائكة السماء، ثم ينزل الله تعالى القبول للعبد في الارض، وكذلك تطهير العبد من ذنوبه، بالابتلاءات في الدنيا، فإن الله تعالى إن أحب عبدا ابتلاه، وإن ابتلاه كان ذلك تكفيرا لذنوبه، ورفعا لدرجاته، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا أراد الله بعبده الخير، عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر، أمسك عنه بذنبِه، حتى يوافى به يوم القيامة” وقال أيضا “إن عظم الجزاء مع عظم البلاءِ، وإن الله عز وجل، إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضى فله الرضى، ومن سخط فله السخط” ومما لاشك فيه أنه ما من مسلم رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا.

إلا وهو يسعى إلى تحصيل رضا الله، ويتلمس الطرق التي تقربه من ربه وتبعده عن سخطه وعقوبته، وإن الله قد رضي لنا أن نعبده لا نشرك به شيئا وأن نتمسك بكتابه وسنة نبيه، ولا نحيد عنهما، ولا نبغي عنهما حولا، ولا نرضى عنهما بدلا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله يرضى لكم ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال” رواه مسلم، وقد وردت في مسند أحمد هكذا ” وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم” وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين لنا أن العبد يتوصل إلى رضا الله بقيامه بأعمال كثيرة فمن ذلك الصيام ابتغاء مرضاة الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، قال، قال ربكم عز وجل” عبدي ترك شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي، والصوم لي وأنا أجزي به” رواه أحمد.

قد يعجبك ايضا
تعليقات