القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

اعتراف عاشق

109

رانيا ضيف

لن أُخفي عليكم ولعى بها، فعندما استاء الجميع منها، كنت أتأملها بانبهار شديد !
فهى مختلفة كليًا؛ للدرجة التى تبدو فيها متصالحة جدا مع أخطائها، وعيوبها، ونقائصها بشكل مذهل .
فهى لا ترى ضعفها كضعف ونقص، بل ترى أن مجرد ملاحظتها له واعترافها به قوة حتى وإن لم تستطع تغييره!
صادقة على النحو الذى غادرها الزيف؛
فلا مجال لأن تتجمل قط .
فليس هناك من يستحق أن تنخلع عن ذاتها وتتقمص شخصية أخرى لتلائمه !
فهى لم تفعل أبدا ولن تفعل .
تعلم أنها تخطئ بلا شك،
ولكن ما هو مفهوم الخطأ والصواب ؟
ما تراه صوابا اليوم؛ كان خطأ فادحا بالأمس،
وما تراه حقيقة اليوم ؛كان بالأمس زندقة وفجور وجنون !
هى تعى اختلافها ولا تهابه،
لم تُخفِ أبدا نقاطها السوداء بسكب اللون الأبيض عليها لتبدو ملائكية .
ولم تكره الآخرين يوما لأخطائهم مهما عَظُمت .
حقيقية للدرجة التى تذهلك؛ فلا تكره سوى التصنع، وادعاء المثالية فى مجتمع لا ينتهج سواهما !
لم يثنها ذلك يوما عن أن تعيش حرة،
غير مكترثة لتصنيفاتهم .
تعلم أن الإنسان المتقبل لإنسانيته،
لا يفزع من الخطأ، ولا يبادر بالانتقاد،
لأنه يكون فى أعلى درجات وعيه بذاته،
ومن أبسطها أنه خطاء .
نعم؛ عشقتها وأنا الذى ما كنت يوما حقيقيا،
فللوهلة الأولى انزعجت منها بشدة، وكأنها صدمتنى؛ أن تلك المثالية الجوفاء التى أعيشها ما هى إلا غطاء أواسى بها نفسى، وأهرب بها من عيونهم الناقدة، وربما لأستجدى بها كلمات المديح والإطراء!
أخذنى تحررها من نظراتهم، وعدم اكتراثها بآرائهم طالما كانت ذات ضمير يقظ،
علمتنى ما هو الصدق وما هو الحب ومن هو أنا ؟
فتحت في قلبى بابا لنور لا ينقطع، اجتذبتنى من يدي كطفل صغير لأرى عالم المحبة،
وأترك ساحات الحرب ،والقتال، فأخذت من يدى سلاح الكراهية الحاد، وأهدتنى الحب .
فمن الأنقى بنظركم؟ حقيقتها الصادقة أم مثاليتى الكاذبة !
أنا لست بصدد الدفاع عنها، ولا كانت نظرة الناس يوما مسعى لها، ولكننى أحب الحديث عنها، وددت لو ترونها بعينى أنا؛ عين عاشق لتفاصيلها، ربما أنقذت قلوبكم من الظلام،
كما أنقذت هى قلبى، فأرد بذلك جميلها،
وأكسب قلبها .

قد يعجبك ايضا
تعليقات