القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

القوة والنفوذ

119

بقلم/ رانيا ضيف

     القوة والنفوذ مصطلحان هامان بعلم القيادة والإدارة، عظيمان الأثر فى النفس البشرية، فبمجرد ذكرهما يتبادر للذهن التمكين فى الأرض والهيمنة، فلهما دور كبير فى إحداث تغييرات جوهرية داخل المجتمعات. والمؤسسات .

قد فُطر الناس على حب القوة والسعى لها، كما فُطروا على محبة القوى، والثقة فيه، واستحباب التعامل معه، فالجميع يتمنى أن يعيش قويا عزيزا ذو نهج قيادي، وممارسة حياتية ذات أثر وتأثير . فالقوى واثق من نفسه، يمتلك حسا قياديا، ومتمكن من مجريات الأمور، فهو مؤثر بشكل فعال، وواضح خاصة إن كان مصدر قوته وتأثيره حب من حوله واحترامهم له.

إلى أن لكل شيء فى الوجود وجهين، السلبى والإيجابي.

فالقوة والنفوذ أيضا لهما الكثير  من الانطباعات والتأثيرات؛ منها السلبي والإيجابي.

فمحملهما السلبي يتبلور فى الاستبداد والقمع والتكبر والظلم والجورإلى آخر هذه الممارسات السلبية، بينما الوجه الإيجابى الآخر يكمن فى القوة التى تُرسى العدل وتطبقه وتفرضه، والقوة التى تحق الحق وتحميه.

البعض يخلط بين السلطة والنفوذ

فالسلطة هى الحق المعطى للشخص ليتصرف ويُطاع، أى هى الأشياء التى تُمنح من خلال تكليف إدارى، أوقيادى لتتصرف داخل منظومة أو داخل مؤسسة .

بينما لو  تحدثنا عن النفوذ بشكل خاص فهو القدرة على إحداث تغيير ممنوع، يرتكبه صاحب النفوذ ولايُعاقب ! فهو تجاوز للوائح والنظم والقوانين .

وقد يرث البعض النفوذ من الأبوين أو الأقارب،

وأحيانا يحصل عليه بالعلم، ولكنه يرتبط بالمال بالتأكيد، فالمال مصدر قوى من مصادر النفوذ .

فالنفوذ أمر يجب تعلم قواعده واكتسابه

فيقول أبو فراس الحمدان :

عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه

ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه .

والسؤال الهام الآن؛ كيف نكتسب هذا التمكين ونكون مؤثرين وذوى قوة ونفوذ ؟

للإجابة على هذا السؤال لابد أن نسأل أنفسنا خمسة أسئلة أخرى كان قد طرحها الدكتور طارق السويدان لنعى فى أى مرحلة نحن

١ما مقياس القوة والنفوذ؟

٢ما الأساليب الخبيثة الشائعة بين الناس وكيفية مواجهتها؟

٣ما التكتيكات التفاوضية الناجحة ؟

٤ماذا تفعل عندما تخطىء؟

٥كيف تدير رئيسك؟

وبناء على مدى علمك لحلول هذه الأسئلة سيتحدد فى أى منطقة أنت

هل أنت من الخبراء أم المتميزين  أم البسطاء ؟

والآن سنناقش العوامل اللازمة للقوة والنفوذ..

فهناك ثلاثة عوامل سحرية تجعلك أحد اللاعبين الهامين فى المجتمع وأكثر عناصره فاعلية وتأثيرا وهم :

العلم والمعرفة

المال

العلاقات

*فالعلم والمعرفة هو تمكنك من أحد التخصصات العلمية والتميز فيها بشكل لافت للنظر، مع موازاة ذلك بالتميز فى الثقافة العامة، والفكر الإنسانى، ومهارات التحليل والاستنتاج، وإنتاج الأفكار .

فقال تعالى:

{ ‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }

*المال

يعد المال أحد أهم عناصر القوة الاقتصادية والبشرية، وهو المشغل للطاقات الإنتاجية فى العالم، فعند عدم توفر المال  تتعطل الكثير من المشروعات التنموية، والاجتماعية، والعلمية، والثقافية .

*العلاقات

نقوم بتكوين شبكة من العلاقات العميقة مع العناصر البارزة والمميزة، والنخبة المجتمعية .

فذلك بالتأكيد يكسبك قوة كبيرة، وطاقة خلاقة للعمل،والتألق، والطموح .

إذا ففهم القوة والنفوذ وأساليبهما سيساعدنا فى وضع الخطط، ومعرفة الطرق الأخلاقية فنستعملها، وماهى الطرق الخبيثة؛ فنحمى أنفسنا من الطرق غير الأخلاقية، وذلك يتم عن طريق خمس قوانين عامة وهى:

١افهم منظمتك وكيف تعمل وما هى خطتها وأين كانوا وأين صاروا وإلى أين سيصلوا ؟

٢كن مرنا

نَوع من أفكارك وحلولك وخياراتك فتخلق مجالا للتفاوض، والتحرك،والأخذ والعطاء .

٣استخدم مبدأ المنفعة المتبادلة

أى اربح وكن سببا فى ربح الآخرين (win win)

٤الالتزام بالأخلاق والقيم والمبادىء .

٥فكر ثم تعمق ثم خطط وتكلم .

وأخيرا لا تؤتى القوة أُكلها إلا عندما تقترن بنهر متدفق من القيم والأخلاق، والثوابت، وصدق المقصد، ونبلالغاية .

فالقوة بلا أمانة كارثة بشرية، أول ضحاياها هو إنسان قوى ولكن بلا مبادىء .

قد يعجبك ايضا
تعليقات