القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

كاميليا

224

كتبت / سهام سمير

في وصف السلاحف طيف ،تعرف فيه اشياء وناس بتدخل حياتنا خطف وتختفي،كاميليا بتفكرني باختياراتي، عفوية، غالبا دون حسابات كتيرة ومعقدة، بتفكرني بوعود البقاء للأبد والرجوع فيها في أول محطة.

أما رحت السوق كانت معظم المحلات قافلة، والمحل اللي شفتها فيه كان لسة بيفتح..

كل السلاحف شبه بعض بيفرقوا في الحجم وساعات اللون.

وقفت اتكلم مع البياع ونفاصل وبمنتهى ال (هاضحك عليكى أهو) قاللي بس لو هاتاخدي بلاش اللي في ايدك عشان رجليها ناقصة ضوافر..

واداني واحدة تانية، اتكلمنا عن أكلها وشربها ونومها وحمامها وهاشيلها في ايه وانا ماشية؟،اداني شنطة سودا، المفارقة انى جيبتها في شنطة سودا ومشيت في شنطة سودا بعد ما ماتت..

من ضمن المواضيع اللى ناقشت البياع فيها موضوع الموت،ساعتها اتحول لمفتي الديار المصرية وقاللي بمنتهى التدين: (الاعمار بيد الله).. ونعم بالله..

مشيت وانا براجع قوانين ما وراء الطبيعة,كيد هايبقي فيه قانون يليق بكاميليا..

دخولها حياتنا وخروجها منها بسرعة أسبوع بالضبط، كأنها جاية تقضي أخر أسبوع لها في الحياة وده خلانى اخترع قانون

“طول ما انت في الشارع والمحل وبتتعرض لكل المخاطر انت في أمان، وأول ما تبقي آمن في مكان له سقف واربع حيطان تقرب من نهايتك”

كاميليا أحد اختياراتي بناءً على نصيحة البياع،هونفسه بيفكرني باللى بينصحونا وكونهم اما بينظروا علينا او بيسقطوا علينا ضيقهم واحباطهم او بيستمتعوا بنظرات الاستجداء في عنينا،ولفت نظرى ان كلمة بياع سيئة السمعة لانها بتحمل معانى الندالة والتخلي.

اما عن كاميليا فعلمتنا نعمة الحمد على الحركة،لسلحفاة كائن اتفرض عليه الحبس طول عمره، محبوس جوة جسمه، راضي ومجبر على تقله،اما الطيور حرة، رشيقة، صحيح نسبة دبحها وموتها وتعرضها للخطر اكبر ودورة حياتها اقل بكتير, بس الكل بيحصل بعضه.. كله رايح على رأي عم ضياء..

كاميليا أحد العلاقات القصيرة اللى سابت اثر،هانفتكرها واحنا بنضحك ونشاور على المفارقة بين كونها كائن مُعمر معمرش عندنا غير أسبوع..

راحت كاميليا، مشيت المشوار الأخير بمنتهى الخفة والهدوء،رحلت في هدوء وأتمنى تكون نامت في سلام للأبد..

قد يعجبك ايضا
تعليقات