لطشة برد

 

سهام سمير

رافق عيد الحب هذا العام دور برد أصابني فجأة، ذكرني هذا الدور بما حدث منذ أعوام مضت!

كان عيد حب أيضا، وكان دور برد كذلك وحدث أن تشابهت أعراض هذا مع ذاك.

فأنا غير قادرة على التوازن، صداع يتملك رأسي المثقلة بأكياس رمل متخيلة.

أشعر بالخواء والامتلاء في آن.

تماما كما يحدث مع الحب، كل ساعة في حال، أحيانا تطير من الفرح وأحيان أخرى تتمنى أن تنشق الأرض لتطويك بداخلها.

الحب الهدية والجائزة التي نطمح إليها جميعا وتذهب لمن تريده.

هذا ما وقر في قلبي فيما بعد، بعضنا مناعته ضعيفة، وإصابته بالحب والبرد شبه متكررة، لا ننجو بعصير الليمون وملاعق العسل، لكن نغوص أكثر في بحر الرمال المتحركة.

قرأت ذات مرة، أن دور البرد يستمر أسبوعا إن لم تعالجه بالدواء، ويمكث ٧ أيام فقط إن تناولت الدواء المناسب.

نعرف جميعا أن الحذر لا يمنع قدر،،وهذا ما قُدر للبعض أن يسير بلا أي توقع وفجأة يقع في الحب، مع أخر من يتوقع أن يتلاقا!

وليس ذلك أكثر من أنه مهما بالغت في حذرك وحرصك على قلبك، يحدث ما لا تتوقعه.

ومهما أكثرت من ارتداء الملابس الواقية لابد أن تخترقك نوبات البرد والحب.

أما عن كونه وقوع فلأنك تظل فترة عالقا بين السماء والأرض، تارة الأرض زلقة لا تثبت عليها وتارة أخرى السماء منجاة لمن هم مثلك من المصابين بداء لا دواء له سوى الوقت.

حينما أصيب العالم بالكورونا، لم يكن هناك فارق بين صغير وكبير، سليم البنية وأخر عليل!

رأينا من نجا منه وهو مصاب بعلل وأمراض مزمنة ومن لم يتحملها وهو أخر من نظنه مبتلى.

وما أيقنته حينها، أن من بين أشياء كثيرة رائعة كانت لتجمعنا نحن البشر في كل مكان وزمان، حدث أن جمعتنا كارثة!

ومن بين كل تعريفات الحب ، وأغانيه المبهجة، تحتفظ ذاكرتنا بأغنيات البعد والهجر وانتهاء قصص الحب الكبيرة.

وأعجبني قول أحدهم، قصص الحب لا تموت هي فقط تنتهي!

وبما أن ما أصابني منذ أعوام، يعود ليصيبني هذا الشتاء ويواكب احتفالات عيد الحب فلتعد هذه الكلمات تخاريف التعب أو أمنيات بحب معافى، لا يصيب البدن بل يقيم أود القب وتشرق به الأيام وتتجلى المعاني والأفكار.

لطشة برد
Comments (0)
Add Comment