أحلام الحنين

بقلم/ حسن محمد

تغرب الشمسُ،
وبين اليقظة والنوم
أحلمُ..
وحُلمي لاينتمي..
فالحاضر، حنين وتمني،
محاطٌ بين:
ماض فات وغدٍ لم يأتِ.

ضحكة جدي تجوب السماء..
جَلْجَلتُه تنفذ إلى الفضاء.
يتحول السحاب ويتشكل
إلى أطيار،
يحمل كلُّ طائرٍ معه حكاية
قديمة منسية..
جديدة لم يروِها..
يغرد بها، كلٌّ في ذات الوقت؛
فتختلط الأصوات وتسقط الحكايات
ريشةً تكتب كلمة عن أطيار الهروب..
ريشةً ترسم لونا من أطياف الغروب.

أدرك حاجتي إلى تُرْجمان.
احترتُ حتى ناديتُ سُليمان:
السلام عليكَ أيها الحكيم،
ما أنا عن لغة الطيور بعليم.
ارسلْ إليّ وسيطا، إن كان جِنًّا أو إنسانا،
رفقا بلأنا الحالمة التي تنتظر جوابا،
لأن في لهفة الانتظار لعذابا..

وتمنيتُ أن أكون سليمانا أو طيرا..
أو يأتيني الهدهد الغائب بالنبأ والبشرى.

وخُيّل إلي من فرط التخيل أني رأيت الهدهد،
آتٍ من بعيد، يخبرني أني تعديت الحدود؛
فأنا إنسان بشري أسير بالقيود.
فلن أصير طيرا،
ولن أكون سليمانا!

صحوتُ داخل حُلمٍ،
رأيتُ جدي واقفا أمام «البوتاجاز»،
يطهي الفول ويسخن الخبز..
يحذرني ألا أقترب.. فابتعد.
يخاف الماء أن يتبخر؛
فيعبر عن قلقه بالبقْبقة..
«صُب الشاي يا أبو علي»،
هذا صوت جدتي الحنون.
التفتُ إليها. قبّلتني.
وفجأة،
حادَ الحُلمُ عن اللحظة،
مدركا أنه تاركني إلى اليقظة،
بين الحسرة
والجنون..

#حسن_محمد

أحلام الحنين
Comments (0)
Add Comment