حكمة الحياة

#سهام_سمير

أيهما أكثر قسوة: عدم امتلاك الشيء من الأصل؟ أم الحصول عليه ثم فقدانه؟

كلاهما ألم، يمارس ساديتهم عليك.

تخيل أن تولد فاقدًا معنى من المعاني ثم تعيش حياتك تحاول اقناع الناس أنه لا ينقصك شيء وتحقق مقولة إن فاقد الشيء عكس المتوقع يعطيه وبقوة.

ثم أعد المحاولة وتخيل أنك حصلت على ما تتمنى ثم فقدته، بسبب أو بدون.

يشبه الأمر كيف أعذبك؟ بالكي؟ أم بالصعق؟

في رأيي؛ أن الأصعب من الأمرين ثالث آخر تماما وهو الاعتياد.

تساءلت أحلام مستغانمي مرة: كيف أساعد صديقتي على نسيان قصة حبها المبتورة؟

فأول ما فعلت أن أصبحت تهاتفها يوميا الساعة التاسعة صباحًا، فقط لتنسيها مهاتفته لها في نفس الوقت كل يوم.

هل ساعدتها؟

أم أوجدت عادة جديدة؟

تعودتُ أن أغوص بكلتا قدمي في أي أرض أطأها حتى جاء يوم ووجدتنى أغرق فى رمال ناعمة.

أشهد أن هذا اليوم كان من الأيام التي أخافتني من كل حبة رمل، وأرعبتني من فكرة الذهاب للشواطيء فقط لأني سأرى الرمل، أو أضطر لملامسته.

فضلت بعدها كل المساحات الخضراء، وأحيانًا كنت ألجأ إلى الأراضي الصلبة، فقط لأشعر بالأمان.

قرأت مرة أنه بعد مرور العمر ستتساءل عما لم تفعله وليس عما فعلته، بمعنى آخر ستندم على ما لم تفعله وليس ما فعلته.

وعلى هذا أجد أن قسوة الحياة تتجلى فيما تحرمك منه وليس فيما تتذوقه منها ثم تفقدك إياه.

لأنه بعد ما يمر هذا الوقت سيتبقى منه ذكريات وإن كانت مؤلمة لكنها جميلة وتُذكرنا بما عشناه.

حكمة الحياة
Comments (0)
Add Comment