مفتاح السعادة لكل مطلوب (لا إله إلا الله محمد رسول الله)

بقلم د/محمد بركات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فمفتاح المفاتيح وباب يفتح وراءه كل باب وهو أعظم مفتاح في الدنيا و الاخرة ، هذ ا المفتاح الذي حمله انبياء الله ورسله و الصالحون ، هذا المفتاح هو مفتاح الجنة و هو مفتاح السعادة مفتاح الامر ، مفتاح الخلود ، وهو مفتاح السعادة ، مفتاح النصر ، مفتاح التوفيق في كل امر من الامور .

هذا المفتاح الذي لأجله بني الله الجنة و اعد النار ، و نصب الصراط و نصبت الكتب ، و ارسلت الرسل و سن سيف الجهاد ،من اجل هذا المفتاح الذي سأذكره لكم قامت معركة بدر و احد و الاحزاب و اليرموك و القادسية و عين جالوت و حطين و بلاط الشهداء ، و كل معارك الاسلام ، هذا المفتاح عظيم ، اهتز له بلاط الاسلام و قامت له الدنيا حياه الصالحون في العالم ، هذا المفتاح وحده من اجله فرق الله الخليقة الي فرقتين سعداء و اشقياء أولياء و اعداء ، برره و فجره ، هذه هي الكلمة الرائدة الخالدة ” لا اله الا الله ”

و لا اله الا الله هي مفتاح الجنة و هي مفتاح السعادة ، قال وهب بن منبه رحمه الله ” لا اله الا الله مفتاح و ينبغي ان يكون له اسنان ، فمن جاء بالمفتاح بالاسنان فتح له الباب ، و له اسنان خمسة ” التوحيد ـ شهادة ان لا اله الا الله ـ و الصلاة , و الصوم و الحج ” ، و المقصود من هذه الكلمة ان لها درجة من المهابة و الجلالة و عليها يتوفي الله المؤمن .

و لذلك يقول صلي الله عليه و سلم ” أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله الا الله و أني رسول الله فإن قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها و حسابهم علي الله ” و يقول صلي الله عليه و سلم ” من قال لا اله الا الله دخل الجنة ”

، وأبو هريرة يسال الرسول صلي الله عليه وسلم و يقول من احق الناس بحسن صحابتك يا رسول الله او بشفاعتك يا رسول الله ؟ فيقول الرسول ما ظننت ان يسألني احد قبلك يا ابا هريرة ؟ ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصة من قلبه ” ،و في السنن اذا قال العبد لا اله الا الله قال الله صدق عبدي لا اله الا انا ”

، و هي اصدق كلمة و انقي كلمة و اقوى كلمة ، و هي المزيلة للهموم و المزيلة للغموم و هي وصال الشهداء و هي علامة الاولياء و هي القربة عند الاصفياء ، من قالها و عمل بمقتداها نجي من عذاب الله و غضبه و اليم عذابه.

المسألة العظمى و القاسم المشترك و القضية الكبري تخلق من هذه الكلمة لا اله الا الله ، وان تحقق مقصد الرسول صلي الله عليه وسلم , و لذلك مفتاح الجنة كما قال صلي الله عليه وسلم ” من قال لا اله الا الله دخل الجنة ” وامر صلي الله عليه و سلم رسله و امراءه ان يدعو الناس الي هذه الكلمة ، كما ارسل معاذ بن جبل الي اليمن قال له ” انك تدعو قوم اهل كتاب ، يعني يتحدث عن البيئة التي يرسله لها و لم تكن كمشركي العرب اميين بل كان عندهم ديانات كاليهودية و النصرانية في اليمن ، فين له صلي الله عليه و سلم حتى يبدا بكبار المسائل التي يعرفها اهل الكتاب ، فلما بين له انهم اهل كتاب وضح له الخطاب الذي يجب ان يبدا به مع اهل الكتاب , وان يبدا بلا اله الا الله و ان محمد رسول الله .

، فلا يشغل الناس بجزئيات المسائل و لا يستغرق في كثير من الجزئيات علي حساب الكليات ، فتجد بعضهم الان يتكلم في مسائل من السنن و الاداب و الاخلاق ، فيا اين اصول المعتقد و العالم الاسلامي يشكو الان يا اخواني يشكو من الغبش في التصور للعقيدة الصحيحة التي جاء بها سيد الخلق صلي الله عليه وسلم .

فالعالم الاسلامي بشهادة التوحيد التي جاء بها محمد صلي الله عليه و سلم يملك النجاة والسعادة الأبدية مطلوب كل إنسان علي هذه الأرض.

، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله لابن عباس ” اذا سألت فسأل الله و اذا استعنت فاستعن بالله

، و قال صلي الله عليه وسلم في حديث حصين بن عبيد “كم اله تعبد ؟ قال سبعة ، قال اين هم ؟ قال سته في الارض و واحد في السماء ، قال فمن يرغبك و يرهبك ؟ قال التي في السماء ، قال صلي الله عليه وسلم فاترك التي في الارض وابعد التي في السماء ، و هو الله الذي لا اله الا هو سبحانه.

فلكل عاقل علي وجه هذه الأرض احرص علي لا إله إلا الله تفز وتعبر بها كل الصعاب.

فمن اراد النجاة في الدنيا و الاخرة يحقق مفتاح لا اله الا الله مفتاح التوحيد الذي ارسل الله به الرسل جميعا و انما اتفقوا جميعا علي لا اله الا الله كلهم جميعا ” اجعلنا من دون الرحمن آلة يعبدون ” ، كل الانبياء عليهم السلام و كل نذير يقولون ” ما لكم من اله غيره ”

و تجد الكثير من الناس في البوادي و القري حين يلجا او يذهب الي ساحر او عراف او كاهن و يساله ، اعوذ بالله كيف يجعل للساحر شرعية معني ذلك انه اقره شريك لله ، الساحر عدو لله يحق ضربه بالسيف ، و الساحرمتهم في الدين و لا يجوز ان يصدق و الساحر يحاكم لانه دجال ، و لذلك علينا ان نصحح عقائدنا جميعا ، وان يبدا الانسان كل من طريقه , ويبدا من طريقه الاول الذي هو مفتاح النجاة في الدنيا و الاخرة و هي عقيدة و هي ان يكونوا علي المذهب الصحيح الذي جاء به صلي الله عليه و سلم ، وان يحققوا لا اله الا الله محمد رسول الله في حياتهم , وان يبراو من كل ما يخالف هذه العقيدة و هي من العقائد الشركية بالله و العياذ بالله ، واذا عملوا ذلك صح الاصل الاول ، يعني مثلا بيت مهدم و خرب ازينه بالبويات و الذهب البيت مهدم ، فالعقيدة هي البناء و الاساس الذي يقوم عليه لا اله الا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم و لذلك لما قدم اسامة في الحرب و قتل رجل من صفوف الكفار و حين قدم عليه اسامة قال الرجل لا اله الا الله و قتله اسامة , و اخبر صلي الله عليه وسلم و قال لاسامة قتلته بعد ما قال لا اله الا الله ، قلت يا رسول الله ما قلها الا خشية الموت ، قال قتلته بعد ما قال لا اله الا الله ، قلت يا رسول الله انما قالها حينما راي الموت و السيف ، قتلته بعد ما قال لا اله الا الله ، لا اله الا الله حاجب عن صاحبها ، و لذلك من قال لا اله الا الله عصمت دمه الا من وجد عندك برهان مثل الشمس .

يعني رجل كفر الناس و عندما كفرهم بدأ يقتلهم ، و يقول عندهم ربا قلنا الربا معصية ، قال لانهم اقروا بهذا البنك و حموه و معني ذلك انهم استحلوه ومعني مستحل الكبيرة معناه انه كذب و الربا محرم في الكتاب و السنة و معناه انه حرف الكتاب و السنه و من كذب الكتاب و السنه و من كذب الكتاب و السنه فهو كافر شوف التركيب ، ثم ياتي بالسلاح و يقتلهم ، فالتكفير مبدأه ان يستحل الدم بالتاويل و هذا ما فعله الخواج و غيرهم ، و مقصدي هنا ايها الاخوة ان تعطوا لا اله الا الله حقها بموافقة القلب و اللسان و الجوارح ، و الصدق في قولها المنافي للكذب و الاخلاص المنافي للرياء ، واليقين المنافي للشك و المحبة المنافية للكراهية ، و الانقياد المنافي للمخالفة فهذه من حقوق لا اله الا الله عليك فاذا فعلتها و حققتها في حياتك تقولها بيقين و صدق واتباع و طاعة تتحقق هذه الكلمات ، اما مجرد ان يقول الانسان هذه الكلمات و يفعل الافاعيل فهذه ليست الا كلمة قالها ، اما ما مردودها في قلبه و في الاعتقاد علي جوارحه ، من يصدق في قول لا اله الا الله لا يقرب معاصي الله عزوجل ، و لا يقرب الضلالة و البدعة و لا الانحراف ، و لا الشريكات و من يقول لا اله الا الله تعود علي الانسان في اخلاقه ، فالاسلام عقيدة واخلاق و اداب وسلوك ، لا اله الا الله حياة ، هذه الرسالة المحمدية ، ما هي الكلمة الجامعة للرسول صلي الله عليه وسلم تقول لا اله الا الله ، و لذلك يا اخوان اذا هلل المهلل لا اله الا الله و كان الصحابة اذا دخلوا بلدان اهتزت امامهم البلدان و فتحت الاقاليم بهذه الكلمة التي شهد بها محمد صلي الله عليه وسلم ، هي افضل الذكر حتى ان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول ” خير ما قلت انا و النبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير ” ، و هي تعادل صدقة الرقاب و تعادل النفقة و تكفر السيئات و تكثر الحسنات ، حتى ان الرسول صلي الله عليه وسلم يوصى بها ” لا اله الا الله وحده الا شريك له له الملك و له الحمد وهو علي كل شئ قدير ” من قالها في يوم مائة مرة كان كمن عتق عشر رقاب و كتب له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة ، و كانت له حرز من الشيطان وكانت حفظا له حتى يمسي و لا ياتي بافضل منه الا رجل قال باكثر منه ، و تمسى عند بعض التجار بصدقة المليون لان الدية بمليون فكانما عتق عشر رقاب بعشر مليون ، غير الافضال الاخري .

احرصوا علي قول لا إله إلا الله فإنها أقوى علي الشيطان من قرن حديد ، انها الكلمة الشافية الكافية المنجية المانعة , وباذن الواحد الاحد هي كلمة الفوز ” لا اله الا الله ” ، ومن فضائلها ايضا
، انها هي المخرجة من الكفر الي الايمان ، و الثانية تطرد الهم و الغم و الوساوس ، وانها هي الرقية الشرعية الوحيدة لمن اصيب بالهم و الغم و الوسوسة ، ان يقول لا اله الا الله ، وقد جاوب الكثير من الشباب انها انفع شئ في هذا الامر ، و الثالث انك بحبك لها و اخلاصك وصدقك و يقينك تنال القرب من الله فهي مفتاح الفردوس الاعلي , و الرابع انها اول الكلام واحسن الكلام ، الخامسة انك تكثر الطاعات بعدها فان الله يسهلها لك ،و تخرج من عالم النفاق و تخرج من الشرك و من البدعة بتحقيق هذه الكلمة العظيمة وتسلم من الغيبة ومن الزور لانك شغلت زمانك و شغلت الجارحة بما ينفعك عند الباري سبحانه وتعالي ، اذا علم هذا فان الله سبحانه و تعالي يقول ” و الهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ”

و لذلك تجد مجال القران كله علي لا اله الا الله ، فلو سالت ما هي الكلمة الموجزة الملخصة لكتاب الله عزوجل لوجدتها لا اله الا الله ، ثم يبقى كل القران شارحا لهذه الكلمة التي بعث بها سيد الخلق عليه الصلاة و السلام ، و روي ان النبي صلي الله عليه وسلم سمع رجل يقول ” لا اله الا الله ” قال له النبي صلي الله عليه وسلم ” نجوت و رب الكعبة ” يعني انه نجى من النار ، و النبي صلي الله عليه و سلم و عمه ابو طالب علي فراش الموت يقول يا عم قل كلمة احاج بها عند الله ، فاتي الشقى ابو جهل و فصل بين عمه ابو طالب و بين النبي , و قال اترغب عن ملة عبد المطلب ، فاغراه بهذه الكلمة فحرمه ، فينبغي علينا يا اخوان ان نكثر من هذه الكلمة لان الله يثبت من يكثر منها و من احبها واخلص في قوله و صدق ، يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الاخرة و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء ”

اللهم اجعلنا من أهل لا إله إلا الله موقنين بها نجاة وفوزا ورحمة يا أرحم الراحمين.

 

مفتاح السعادة لكل مطلوب (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
Comments (0)
Add Comment