القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مفتاح السعادة لكل مطلوب (لا إله إلا الله محمد رسول الله)

97

بقلم د/محمد بركات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فمفتاح المفاتيح وباب يفتح وراءه كل باب وهو أعظم مفتاح في الدنيا و الاخرة ، هذ ا المفتاح الذي حمله انبياء الله ورسله و الصالحون ، هذا المفتاح هو مفتاح الجنة و هو مفتاح السعادة مفتاح الامر ، مفتاح الخلود ، وهو مفتاح السعادة ، مفتاح النصر ، مفتاح التوفيق في كل امر من الامور .

هذا المفتاح الذي لأجله بني الله الجنة و اعد النار ، و نصب الصراط و نصبت الكتب ، و ارسلت الرسل و سن سيف الجهاد ،من اجل هذا المفتاح الذي سأذكره لكم قامت معركة بدر و احد و الاحزاب و اليرموك و القادسية و عين جالوت و حطين و بلاط الشهداء ، و كل معارك الاسلام ، هذا المفتاح عظيم ، اهتز له بلاط الاسلام و قامت له الدنيا حياه الصالحون في العالم ، هذا المفتاح وحده من اجله فرق الله الخليقة الي فرقتين سعداء و اشقياء أولياء و اعداء ، برره و فجره ، هذه هي الكلمة الرائدة الخالدة ” لا اله الا الله ”

و لا اله الا الله هي مفتاح الجنة و هي مفتاح السعادة ، قال وهب بن منبه رحمه الله ” لا اله الا الله مفتاح و ينبغي ان يكون له اسنان ، فمن جاء بالمفتاح بالاسنان فتح له الباب ، و له اسنان خمسة ” التوحيد ـ شهادة ان لا اله الا الله ـ و الصلاة , و الصوم و الحج ” ، و المقصود من هذه الكلمة ان لها درجة من المهابة و الجلالة و عليها يتوفي الله المؤمن .

و لذلك يقول صلي الله عليه و سلم ” أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله الا الله و أني رسول الله فإن قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها و حسابهم علي الله ” و يقول صلي الله عليه و سلم ” من قال لا اله الا الله دخل الجنة ”

، وأبو هريرة يسال الرسول صلي الله عليه وسلم و يقول من احق الناس بحسن صحابتك يا رسول الله او بشفاعتك يا رسول الله ؟ فيقول الرسول ما ظننت ان يسألني احد قبلك يا ابا هريرة ؟ ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصة من قلبه ” ،و في السنن اذا قال العبد لا اله الا الله قال الله صدق عبدي لا اله الا انا ”

، و هي اصدق كلمة و انقي كلمة و اقوى كلمة ، و هي المزيلة للهموم و المزيلة للغموم و هي وصال الشهداء و هي علامة الاولياء و هي القربة عند الاصفياء ، من قالها و عمل بمقتداها نجي من عذاب الله و غضبه و اليم عذابه.

المسألة العظمى و القاسم المشترك و القضية الكبري تخلق من هذه الكلمة لا اله الا الله ، وان تحقق مقصد الرسول صلي الله عليه وسلم , و لذلك مفتاح الجنة كما قال صلي الله عليه وسلم ” من قال لا اله الا الله دخل الجنة ” وامر صلي الله عليه و سلم رسله و امراءه ان يدعو الناس الي هذه الكلمة ، كما ارسل معاذ بن جبل الي اليمن قال له ” انك تدعو قوم اهل كتاب ، يعني يتحدث عن البيئة التي يرسله لها و لم تكن كمشركي العرب اميين بل كان عندهم ديانات كاليهودية و النصرانية في اليمن ، فين له صلي الله عليه و سلم حتى يبدا بكبار المسائل التي يعرفها اهل الكتاب ، فلما بين له انهم اهل كتاب وضح له الخطاب الذي يجب ان يبدا به مع اهل الكتاب , وان يبدا بلا اله الا الله و ان محمد رسول الله .

، فلا يشغل الناس بجزئيات المسائل و لا يستغرق في كثير من الجزئيات علي حساب الكليات ، فتجد بعضهم الان يتكلم في مسائل من السنن و الاداب و الاخلاق ، فيا اين اصول المعتقد و العالم الاسلامي يشكو الان يا اخواني يشكو من الغبش في التصور للعقيدة الصحيحة التي جاء بها سيد الخلق صلي الله عليه وسلم .

فالعالم الاسلامي بشهادة التوحيد التي جاء بها محمد صلي الله عليه و سلم يملك النجاة والسعادة الأبدية مطلوب كل إنسان علي هذه الأرض.

، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله لابن عباس ” اذا سألت فسأل الله و اذا استعنت فاستعن بالله

، و قال صلي الله عليه وسلم في حديث حصين بن عبيد “كم اله تعبد ؟ قال سبعة ، قال اين هم ؟ قال سته في الارض و واحد في السماء ، قال فمن يرغبك و يرهبك ؟ قال التي في السماء ، قال صلي الله عليه وسلم فاترك التي في الارض وابعد التي في السماء ، و هو الله الذي لا اله الا هو سبحانه.

فلكل عاقل علي وجه هذه الأرض احرص علي لا إله إلا الله تفز وتعبر بها كل الصعاب.

فمن اراد النجاة في الدنيا و الاخرة يحقق مفتاح لا اله الا الله مفتاح التوحيد الذي ارسل الله به الرسل جميعا و انما اتفقوا جميعا علي لا اله الا الله كلهم جميعا ” اجعلنا من دون الرحمن آلة يعبدون ” ، كل الانبياء عليهم السلام و كل نذير يقولون ” ما لكم من اله غيره ”

و تجد الكثير من الناس في البوادي و القري حين يلجا او يذهب الي ساحر او عراف او كاهن و يساله ، اعوذ بالله كيف يجعل للساحر شرعية معني ذلك انه اقره شريك لله ، الساحر عدو لله يحق ضربه بالسيف ، و الساحرمتهم في الدين و لا يجوز ان يصدق و الساحر يحاكم لانه دجال ، و لذلك علينا ان نصحح عقائدنا جميعا ، وان يبدا الانسان كل من طريقه , ويبدا من طريقه الاول الذي هو مفتاح النجاة في الدنيا و الاخرة و هي عقيدة و هي ان يكونوا علي المذهب الصحيح الذي جاء به صلي الله عليه و سلم ، وان يحققوا لا اله الا الله محمد رسول الله في حياتهم , وان يبراو من كل ما يخالف هذه العقيدة و هي من العقائد الشركية بالله و العياذ بالله ، واذا عملوا ذلك صح الاصل الاول ، يعني مثلا بيت مهدم و خرب ازينه بالبويات و الذهب البيت مهدم ، فالعقيدة هي البناء و الاساس الذي يقوم عليه لا اله الا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم و لذلك لما قدم اسامة في الحرب و قتل رجل من صفوف الكفار و حين قدم عليه اسامة قال الرجل لا اله الا الله و قتله اسامة , و اخبر صلي الله عليه وسلم و قال لاسامة قتلته بعد ما قال لا اله الا الله ، قلت يا رسول الله ما قلها الا خشية الموت ، قال قتلته بعد ما قال لا اله الا الله ، قلت يا رسول الله انما قالها حينما راي الموت و السيف ، قتلته بعد ما قال لا اله الا الله ، لا اله الا الله حاجب عن صاحبها ، و لذلك من قال لا اله الا الله عصمت دمه الا من وجد عندك برهان مثل الشمس .

يعني رجل كفر الناس و عندما كفرهم بدأ يقتلهم ، و يقول عندهم ربا قلنا الربا معصية ، قال لانهم اقروا بهذا البنك و حموه و معني ذلك انهم استحلوه ومعني مستحل الكبيرة معناه انه كذب و الربا محرم في الكتاب و السنة و معناه انه حرف الكتاب و السنه و من كذب الكتاب و السنه و من كذب الكتاب و السنه فهو كافر شوف التركيب ، ثم ياتي بالسلاح و يقتلهم ، فالتكفير مبدأه ان يستحل الدم بالتاويل و هذا ما فعله الخواج و غيرهم ، و مقصدي هنا ايها الاخوة ان تعطوا لا اله الا الله حقها بموافقة القلب و اللسان و الجوارح ، و الصدق في قولها المنافي للكذب و الاخلاص المنافي للرياء ، واليقين المنافي للشك و المحبة المنافية للكراهية ، و الانقياد المنافي للمخالفة فهذه من حقوق لا اله الا الله عليك فاذا فعلتها و حققتها في حياتك تقولها بيقين و صدق واتباع و طاعة تتحقق هذه الكلمات ، اما مجرد ان يقول الانسان هذه الكلمات و يفعل الافاعيل فهذه ليست الا كلمة قالها ، اما ما مردودها في قلبه و في الاعتقاد علي جوارحه ، من يصدق في قول لا اله الا الله لا يقرب معاصي الله عزوجل ، و لا يقرب الضلالة و البدعة و لا الانحراف ، و لا الشريكات و من يقول لا اله الا الله تعود علي الانسان في اخلاقه ، فالاسلام عقيدة واخلاق و اداب وسلوك ، لا اله الا الله حياة ، هذه الرسالة المحمدية ، ما هي الكلمة الجامعة للرسول صلي الله عليه وسلم تقول لا اله الا الله ، و لذلك يا اخوان اذا هلل المهلل لا اله الا الله و كان الصحابة اذا دخلوا بلدان اهتزت امامهم البلدان و فتحت الاقاليم بهذه الكلمة التي شهد بها محمد صلي الله عليه وسلم ، هي افضل الذكر حتى ان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول ” خير ما قلت انا و النبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير ” ، و هي تعادل صدقة الرقاب و تعادل النفقة و تكفر السيئات و تكثر الحسنات ، حتى ان الرسول صلي الله عليه وسلم يوصى بها ” لا اله الا الله وحده الا شريك له له الملك و له الحمد وهو علي كل شئ قدير ” من قالها في يوم مائة مرة كان كمن عتق عشر رقاب و كتب له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة ، و كانت له حرز من الشيطان وكانت حفظا له حتى يمسي و لا ياتي بافضل منه الا رجل قال باكثر منه ، و تمسى عند بعض التجار بصدقة المليون لان الدية بمليون فكانما عتق عشر رقاب بعشر مليون ، غير الافضال الاخري .

احرصوا علي قول لا إله إلا الله فإنها أقوى علي الشيطان من قرن حديد ، انها الكلمة الشافية الكافية المنجية المانعة , وباذن الواحد الاحد هي كلمة الفوز ” لا اله الا الله ” ، ومن فضائلها ايضا
، انها هي المخرجة من الكفر الي الايمان ، و الثانية تطرد الهم و الغم و الوساوس ، وانها هي الرقية الشرعية الوحيدة لمن اصيب بالهم و الغم و الوسوسة ، ان يقول لا اله الا الله ، وقد جاوب الكثير من الشباب انها انفع شئ في هذا الامر ، و الثالث انك بحبك لها و اخلاصك وصدقك و يقينك تنال القرب من الله فهي مفتاح الفردوس الاعلي , و الرابع انها اول الكلام واحسن الكلام ، الخامسة انك تكثر الطاعات بعدها فان الله يسهلها لك ،و تخرج من عالم النفاق و تخرج من الشرك و من البدعة بتحقيق هذه الكلمة العظيمة وتسلم من الغيبة ومن الزور لانك شغلت زمانك و شغلت الجارحة بما ينفعك عند الباري سبحانه وتعالي ، اذا علم هذا فان الله سبحانه و تعالي يقول ” و الهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ”

و لذلك تجد مجال القران كله علي لا اله الا الله ، فلو سالت ما هي الكلمة الموجزة الملخصة لكتاب الله عزوجل لوجدتها لا اله الا الله ، ثم يبقى كل القران شارحا لهذه الكلمة التي بعث بها سيد الخلق عليه الصلاة و السلام ، و روي ان النبي صلي الله عليه وسلم سمع رجل يقول ” لا اله الا الله ” قال له النبي صلي الله عليه وسلم ” نجوت و رب الكعبة ” يعني انه نجى من النار ، و النبي صلي الله عليه و سلم و عمه ابو طالب علي فراش الموت يقول يا عم قل كلمة احاج بها عند الله ، فاتي الشقى ابو جهل و فصل بين عمه ابو طالب و بين النبي , و قال اترغب عن ملة عبد المطلب ، فاغراه بهذه الكلمة فحرمه ، فينبغي علينا يا اخوان ان نكثر من هذه الكلمة لان الله يثبت من يكثر منها و من احبها واخلص في قوله و صدق ، يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الاخرة و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء ”

اللهم اجعلنا من أهل لا إله إلا الله موقنين بها نجاة وفوزا ورحمة يا أرحم الراحمين.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات