بقلم السيد عيد
مجتمع غريب موحش .. لا نزال نعيش طبقية الأفكار ..نرجسية قليلا، غبية كثيرا .. تناقضات قائمة متعرجة داخلنا.. يمكنها ان تدمرنا في اي وقت .. تحيلنا إلى ركام؟!
ركنت منزويا في زاوية من زوايا مكتبى، حيث الخربشات على صفحة ورقة بيضاء.. لتأتي الرغبة الملحة في الكتابة بعد ظروف مرضية ألمت بى غارق في انتظار من لا يأتي وما لا يأتي..غمرة من الإحساس بالمعنى في عالم يتراكض قاحلا لا مبالي!!
معالم وجوهنا..تعرجات حياتنا ..تجاعيدها.. العمر الذى يمر يشعرني دائما بما يشعر به الآباء والأمهات عندما يمر بهم العمر كل هذا سيبقى عالقا في ذهني فعلى الرغم من حبى للكتابة إلا أنني لأ أستطيع أن أعبر عما أشعر به اليوم وما كنت أشعر به الأمس .
الأمس والغد كل منهما يدعي أن اليوم هو ظله، ولكن الحقيقة أن اليوم له ظلين ظل المعاناة والألم وظل حب الناس فقد يحدث أن يمرض فرد من أفراد العائلة فقد تكون أمك أو أباك لا سمح الله فيعلمك مرضها أو مرضه أن الحياة جافة قاتمة صلبة ويجعلك المرض تدرك أن الحنو نادر في غيابها،
وتدرك أن الفقد يصفعك أشد الصفعات فالحياة عبارة عن أزهار وأشواك، ونفحات ولفحات، ولذات وآلام، وصحة وسقام ولا يخلو منزل من وجود مريض لا يقوى على القيام من الفراش ويحتاج إلى الرعاية ولكن الأشد إيلاما من المرض هو أن يشعر المريض أنه أصبح عبئًا على أهله .
دوام الحال من المحال فلا يجوز لرجل أن ينعم بزوجته بقوتها وجمالها ويتركها عند سقمها فيأكلها لحماً ويلقيها عظماً ويرميهاحال ضعفها وعجزها ويتزوج عليها بحجة السقم والوجع .وكما لا يجوز للزوج ترك زوجته لا يجوز لامرأة سعدت بالحياة وتنعمت بعز زوجها أن تفعل بالمثل أيضا وتنسي الحلوة قبل المرة والعافية قبل البلاء.
هنا يغلب الأصل الطيب والعشرة الجميلة فلا يفعل الله شيء إلا بحكمة، حتى المرض يصيب الله به عباده لحكمة ما
من المؤسف أننا نرى أبناء تترك آبائهم وأمهاتهم فى دار للمسنيين بحجة مرضهم وعدم قدرتهم على رعايتهم ويتناسوا فضلهم .
وهم الأصالة والعراقة والجذور لأبنائهم ولأحفادهم
نشاهد الكثير من القصص والحكايات داخل دور المسنيين تدمى لها الروح والعين والقلب مسنين يعانون تقرح الفراش وإهمال للنظافة وعدم سؤال أبناءهم عليهم
قصة حزينة تكمن وراء كل مسن تدمع القلوب قبل العيون لجحود الأبناء فكم من القصص المأسوية التى تحملها جدران دور المسنين من عقوق الأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم.
يتكئون إلى أسرتهم بمسحة حزن تخفي خلفها حياة شقاء فجسدهم الهزيل لا يتحمل خرير الماء أو صفير الهواء
جاءوا تخوفا من أن يعيشوا المستقبل في المنزل يعانون من شبح الوحدة بين أربعة جدران.
أمام الحاجة الملحّة، يقصد المسنون دور المسنين بحثاً عن الرعاية والراحة إما بسبب وضعهم الإنساني أو بسبب قصة عقوق ونكران من الأبناء يتمنون أن تفرغ ساعة الزمن الرملية حباتها الأخيرة ليستريحون من عناء الحياة وجحود الأبناء .
هل وصل بنا الحال نسمع ونري أنينهم وبكائهم متسائلين في صمت؟ أين أبناءهم؟!!!
يا لها من مشاهد صادمة يدمى لها القلب ويأن تمر أمام أعين الكثير بلا مبالاة وسط صمت الابناء وضميرهم الغائب
متي سنفوق من الغيبوبة التي نحياها ونعتني بوالدينا ونحرص على رضاهم وراحتهم .
متى يشعر الآباء أنهم أنجبوا رجالا يراعونهم ويخافون عليهم .
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية