القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الحياة برؤية جديدة

112

كتبت: أماني عز الدين

استيقظت في الصباح شعرت أن يومها مختلف .. في البداية تخطت وضع المكياج على وجهها على الرغم من أنه من عاداتها اليومية الشبه مقدسة لمجرد أنها تذكرت أن إحدي زميلاتها بالعمل قد أثنت على توهج بشرتها الطبيعي، وأنها قد تبدو أجمل بكثير من دون تلك اللمسات، ثم أتى عذاب كل يوم تذهب إلى خزانة ملابسها، وقبل أن تتذمر أنه ليس لديها وقت كافي لتختار ما ترتديه، تقف وترتدي نفس زي الأمس لأن أحدهم قال إنه غير متكلف و يناسبها تماما .. لم يكن ينقصها شيء سوي بعض من الثقة بالنفس، وقد وجدت ضالتها في جملة عابرة تركت عميق الأثر بنفسها .. كم من أشخاص ربما بمجرد إطراء بسيط لا يكلفنا أي جهد نحيا بها كل ما آل إلى الذبول ليتحول كل يابس وجاف إلى روضه خضراء .. سمعت يوما اعترافا من إحدى الفتيات؛ أنها أتقنت صنع القهوة لمجرد أن والدها أثنى على مذاق فنجان أعدته له على عجاله، فقررت أن تتقنه فقط لأجله .. أمثلة كثيرة تعبرنا كل يوم هناك من يضحك لأنك أخبرته أنه يبدو رائعا وهو يضحك، وأحدهم تبتسم من بين دموعها لأنك أخبرتها أن لديها أجمل ابتسامة، وغيرها الكثير من المجاملات الإنسانية الرقيقة تبث فينا وفي من حولنا روحا جديدة .. حين نعتاد أن نتعامل بلطف مع الآخرين ينعكس ذلك على حواسهم بل قد يجعلنا نكتشف جوانب فينا لم يسبق أن سلط الضوء عليها .. حتى أن بعض المواقف قد تخلق فينا شعور لا نستطيع أن نضع له وصفا؛ دعونا نتذكر أولئك الذين تركوا فينا على مر الزمان ندوب ملأت الروح والوجدان لم تشف ولم تستطع أناملنا أن تصل إليها لتعرف هل طابت أم أنها ما زالت تخبئ تحتها جروحا لا تندمل ..
أتساءل .. هل نملك لهم صفحا أو غفرانا ؟
إن الصفح يحتاج طاقة أكبر بكثير من طاقة الحب .. أدعوا الله ألا تكونوا يوما وجعا بقلب أحد، و أن يكون مروركم مرور كرام تمر ولا تضر .

قد يعجبك ايضا
تعليقات