القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

صباحك تكنولوجيا

154

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
أسلوب العرض بداية الطريق للبحث العلمى
عزيزي القارئ الكثير مِنا يُدْرِك أهمية البحث العلمي والذي يُعَدّ من أهم المظاهر اَلْمُمَيَّزَة لعصرنا الحالي، فهو الوسيلة التي يُمْكِن بواسطتها الوصول إلى حَلِّ مشكلة محددة، أو اكتشاف حقائق جديدة عن طريق المعلومات الدقيقة، وهو أداة حاسمة للتنقل بِنجاح في عالمنا اَلْمُعَقَّد. بدونها، سَنضطر إلى الاعتماد فقط على الآخرين، فطريق اَلتَّطَوُّر يَجب أن يكون بالثقة في اَلْقُدْرَة على فك الرموز والتفاعل مع العالم من حولنا، والتاريخ مليء بأمثلة عن مدى الخطأ الذي يُمْكِن أن نكون عليه عندما نَفشل في إدراك الحاجة إلى الأدلة في دعم الظواهر. ففي أوقات مختلفة من التاريخ، كنا على يقين من أن الشمس تدور حول الأرض المسطحة، وأن قارات الأرض لم تتحرك، ومن خلال البحث العلمي المنهجي اكتسبت هذه الظواهر وغيرها الكثير فهمًا مَوْضُوعِيًّا لأنفسنا وللعالم من حولنا.
وإذا كان هدف جميع العلماء هو فَهم العالم مِن حولهم بِشكل أفضل، فالبحث العلمي هو الطريقة الوحيدة لذلك، وهو يَعتمد على الطريقة العلمية، والطريقة العلمية تعتمد على الأساليب اَلْمُنَظَّمَة الموضوعة في الملاحظة وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث وتكوين الفرضيات لذلك نَجد أن أسلوب عَرض موضوع البحث يعتمد على نقاش ثرى من قِبل المتخصصين وذلك يتم من خِلال طُرُق مختلفة من بينها الحلقة الدراسية وحلقة البحث وورش العمل.
أولاً: الحلقة الدراسية، شَكل مِن أشكال التعليم الأكاديمي، سواء في الجامعات أو التي تُقَدِّمهَا منظمة تجارية أو مهنية. إنها وظيفة الجمع بين مجموعات صغيرة للاجتماعات متكررة، والتركيز كل مرة على موضوع معين، والتي تُمَثِّل مُطَالَبَة الجميع بالمشاركة بنشاط معين، وأيضا السماح لهم بالتفاعل مع نماذج من المشاكل العملية التي تحدث دائما أثناء العمل البحثي، وتعرف الحلقة الدراسية بالسيمينار وهي عِبارة عن موضوع يتم بحثه بمعرفة باحثين تحت إشراف أستاذ أو مجموعة من العلماء، ويتم مناقشته في الخطوات والأفكار وتقديم عنصر اوازالة عنصر من عناصر البحث أو رفض الفكرة.
ثانياً: ورشة العمل، تجمع متخصصين للتخطيط لمشروع بحثي معين لمناقشته والتحاور بشأنه وإبداء الرأي فيه بِهدف تَعميق فِكر مُعِين وغالباً ما تكون الورشة محدودة العدد وَتُعْقَد لمدة مُحَدَّدَة في مكان محدد مع إتاحة الإمكانات اَلْمُنَاسِبَة لتعميق فِكر مُعِين غَير مُسْبَق دون قُيُود وَبِحُرِّيَّة كاملة اعتماداً على تفاعل المتخصصين أثناء المناقشات وقد يقسم الباحثون أنفسهم إلى مجموعات كل منها يختص بجانب من الموضوع المطلوب بحثه، وبوجه عام تكون نتائج ورشة العمل حصاداً للمناقشات وليست نتيجة رؤية مسبقة.
ثالثاً: حلقة البحث، تَجمع أفراد مُتَخَصِّصِينَ لهم اهتمامات بحثية مُشْتَرَكَة يتناقشون في إحدى القضايا المطروحة وهي أحد أنماط ورشة العمل وليس من الضروري أن تنتهي إلى رؤية مُوَحَّدَة مُتَّفِق عليها أي مُنْتِج نهائي مُوَحَّد بل قد تَخْلُص إلى آراء مُتَفَاوِتَة واتجاهات مُتَبَايِنَة وقد يُطْلَق على حلقة البحث أو النقاش مُصْطَلَح قدح الذهن حيث إن حلقة البحث تُعَدّ نشاطاً بحثياً جماعياً تغلب عليه روح الفريق، والمشاركون في حلقة البحث لهم اهتمامات بحثية مشتركة، أي يجمعهم تخصص معين وبالتالي فإنهم يعزفون على وتر بحثى واحد.
عزيزي القارئ إن كتابة وإعداد البحث لا تُعَدّ هماً، ولكنها في حاجة للتركيز والفراسة والخبرة؛ فَيُمْكِنك الاستعانة بفكرك وَقُدُرَاتك الخاصة في ذلك. يُمْكِنك الاستعانة بالمكتبة والدراسات السابقة في الميدان، وكذلك الإنترنت بمحركاتها البحثية. وَيُمْكِنك مُنَاقَشَة موضوع البحث مع المشرف. أو الاستعانة بذوي الخبرة. وَيُمْكِنك الاستفادة من نصائح زملائك بالمجال ممن تَمرس في كتابة وإعداد الأبحاث العلمية، ولكن ضع أمامك دائماً أن البحث العلمي عملية أخلاقية إلي جانب أنه عملية علمية منهجية يعمل على اكتساب المعرفة، وإذا لم يتمتع البحث العلمي والباحثين بإطار خلقي كان ذلك سبباً في عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع. وللحديث بقية, ,

قد يعجبك ايضا
تعليقات