القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حريق المسجد الأقصى

101

القاهرية
جاء حريق المسجد الأقصى في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948م، بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، ففي السابعة من صباح الخميس 21 أغسطس 1969م / الموافق 8 من جمادى الآخر 1389هـ اقتحم إرهابيون صهاينة ساحات المسجد الأقصى المبارك من أبواب مختلفة، حتى وصلوا إلى المصلى القبلي، وهو المصلى الرئيسي في المسجد المبارك، وأضرموا النار في أكثر من موضع، قرب المنبر والمحراب، وقرب القبة. وفور ارتفاع أدخنة الحريق، قامت سلطات الاحتلال بقطع المياه عن المنطقة، وضربت طوقا حول المسجد الأقصى، وحاولت منع السكان من القيام بإطفائه. واندلعت النيران بالفعل وكادت تأتي على قبة المسجد لولا استماتة المسلمين والمسيحيين في عمليات الإطفاء التي تمت رغماً عن السلطات الصهونية، حيث اندفعوا عبر الطوق الذي ضربته قوات الاحتلال، يطفئون النار بأوعية المياه التي جلبوها من آباره، وهم يرددون “الله أكبر”. وقد أدى الحريق إلى إحراق أكثر من ثلث مساحة المصلى القبلي الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك، إحراق منبر صلاح الدين، واشتعلت النيران في سطح المسجد الجنوبي وسقف ثلاثة أروقة. وتضرّر القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها، إضافة إلى المحراب الرخامي الملون، والجدار الجنوبي. حراق السجاد الذي يغطي المصلى الرئيسي في المسجد لأقصى المبارك، وكثير من النقوش والزخارف الأثرية، والآيات القرآنية التي تغطي جدرانه، والتي تعود إلى العهدين الأموي والعباسي. وادع الكيان الصهيوني أن الحريق بفعل تماس كهربائي، وبعد أن أثبت المهندسون العرب أنه تم بفعل فاعل، ذكرت أن شاباً أسترالياً يدعى (دينيس مايكل روهان)، هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة، ولم يمض وقت طويل حتى ادعت بأن هذا الشاب معتوه ثم أطلقت سراحه. وكان لحريق الأقصى ردود فعل عالمية وإسلامية، فقد عم الغضب الدول العربية والإسلامية، واجتمع قادة هذه الدول في الرباط يوم 25/9/1969م وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي ضمت في حينها ثلاثين دولة عربية وإسلامية، وأنشأت صندوق القدس عام 1976م، ثم في العام التالي أنشأت لجنة القدس برئاسة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني للمحافظة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية ضد عمليات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيونية. كما أصدر مجلس الأمن في 15 – 9 – 1969م القرار رقم 271 الذي دعا دولة الاحتلال إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شانها تغيير وضع القدس. وضع المسجد الأقصى الحالي على مدى قرون، يدعي الصهاينة أن المسجد الأقصى المبارك بني في موضع ما يسمى بالمعبد/ الهيكل اليهودي. ومنذ عام 1967م، يعاني المسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الصهيوني الذي: – اعتدى على حرمة المصلين داخله، واستباح دماءهم في عدة مذابح داخل ساحاته الآمنة. – أحرق جزءا منه، وحاول تفجيره، وتخريبه غير ذات مرة. – استولى على أجزاء منه، مثل: باب المغاربة، وحائط البراق الذي حوله إلى حائط مبكى يدنسه اليهود، بينما يمنع المسلمون من الاقتراب منه. – حاصر أبوابه الأخرى، ومنع المصلين من حرية الوصول إليه والصلاة والرباط فيه، بينما أتاح لليهود دخوله. – شق الحفريات والأنفاق تحت أساساته، ما أدى إلى تصدع أجزاء منه. – منع محاولات ترميمه، وإعادة بناء ما تصدع منه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات