القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الكراكن: مخلوق من الأساطير الإسكندنافية

53

د. إيمان بشير ابوكبدة 

من المفترض أن الأشخاص الذين يسافرون عن طريق البحر بين النرويج وأيسلندا في القرن الثالث عشر صادفوا حيوانا عملاقا قادرا على تدمير السفن وقتل أي شخص على متنها. ويقال إن مشاهدات هذا المخلوق المخيف استمرت على مدى القرون التالية، مما أدى إلى ظهور أسطورة الكراكن.

وبحسب الفولكلور الإسكندنافي، فهو وحش يرعب البحارة والصيادين والمستكشفين. كان لديه القدرة على سحق السفن ذات الأحجام المختلفة والتقاط أي نوع من الفرائس، بما في ذلك البشر، باستخدام دوامة شفط قوية جدًا بحيث لا يمكن لأحد الهروب.

بدأت الأسطورة في الظهور في حوالي القرن الثالث عشر عثر على أوصاف الكائن الأسطوري في العديد من اليوميات والكتب. وعلق عليه الكاهن الإيطالي فرانشيسكو نيجري بعد رحلة استكشافية عبر الدول الاسكندنافية في القرن الثامن عشر، قائلا إن الوحش يشبه سمكة لها عدة أذرع وقرون ، مما يميزه عن ثعبان البحر، وهي أسطورة محلية أخرى.

وقارنه المبشر هانز إيجيدي بوحش البحر هافجوفا من الملاحم الإسكندنافية، بينما وصفه المؤرخ الدنماركي إريك بونتوبيدان بطريقة أخرى. وبحسب قوله، فإن الكراكن كان مستديرا، ومسطحا، ومليئا بالأذرع، ويبلغ قطره أكثر من 2 كيلومتر، بالإضافة إلى أن له “رائحة قوية ومميزة”.

تشير العديد من التقارير الأخرى أيضا إلى أن الوحش كان له رؤوس ومخالب متعددة، وغالبا ما يكون أكبر من السفن. ولكن هل أسطورة الكراكن لها أي شيء حقيقي؟ بالنسبة لبعض الباحثين، نعم، لكن البحارة القدماء رأوا الأخطبوطات والحبار العملاق وليس مخلوقا خارقا للطبيعة.

تصل أنواع معينة من الحبار إلى أحجام هائلة، بمخالبها وأذرعها، تقترب من الأوصاف التي قدمها أولئك الذين رأوا الحيوان الأسطوري. وقد تكون مواجهة أحد هؤلاء العمالقة أثناء الإبحار في ذلك الوقت، وفي ظل ظروف معينة، تجربة سيئة.

ويرى جون أبليت، المتخصص في الرخويات في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، أن بعض المشاهدات التي أدت إلى ظهور الأسطورة ربما تكون عبارة عن بقايا أخطبوطات وحبار عملاق تم هضمها جزئيا، والتي اختلطت معا، لتصبح أكبر حجما وذات أشكال غريبا. وهذا جعل تحديد الهوية صعبا على الملاحين.

هناك نظريات أخرى حول ظهور الوحش من الأساطير الإسكندنافية، مثل تلك التي تنص على أنه لم يكن أكثر من خيال الملاحين. ووفقا للخبراء، فإن العزلة الطويلة التي واجهها مستكشفو المحيطات الأوائل تؤدي إلى آثار نفسية.

ويشتبه في أنهم كانوا خائفين من احتمال وجود مخلوق عملاق قادر على إغراق السفينة أكثر من خوفهم من الوحش نفسه. ربما تم إنشاء الصورة المخيفة من لقاءات سابقة مع الحبار.

قد يعجبك ايضا
تعليقات