القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مرور ثلاثين عاماً على “أكبر إبادة في التاريخ”

185

رانيا فتحي عواد
يصادف السابع من أبريل 2024، مرور ثلاثين عاماً على بداية الإبادة الجماعية في رواندا والتي استمرت قرابة مائة يوم، وخلفت مئات الآلاف من القتلى.
بين أبريل/ نيسان ويونيو/حزيران 1994، قُتل ما يقدر بنحو 800 ألف شخص رواندي.
وكان معظم القتلى من قبيلة التوتسي، فيما كان معظم الذين ارتكبوا أعمال العنف من قبيلة الهوتو.
وتوصف المذابح التي شهدتها رواندا في ذلك الوقت بأنها “أكبر إبادة جماعية في إفريقيا في العصر الحديث”.
واندلعت الإبادة الجماعية إثر وفاة الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو، عندما أُسقطت طائرته فوق مطار كيغالي في 6 أبريل/ نيسان 1994.

وفي غضون ساعات انطلقت حملة عنف من العاصمة إلى جميع أنحاء البلاد، ولم تهدأ إلا بعد ثلاثة أشهر.
وألقى قاضٍ فرنسي باللوم على الرئيس الرواندي الحالي بول كاغامي الذي كان في ذلك الوقت زعيم جماعة متمردة من التوتسي – وبعض المقربين منه في تنفيذ الهجوم الصاروخي.
وينفي كاغامي ذلك بشدة ويقول إن الهجوم نفذه متطرفو الهوتو، “من أجل توفير ذريعة لتنفيذ خططهم لإبادة مجتمع التوتسي”.
لكن وفاة هابياريمانا لم تكن السبب الوحيد خلف ما جرى.

ما هو دور الاستعمار في العنف؟

مع أن المجموعتين العرقيتين متشابهتان للغاية في الواقع، من حيث اللغة التي تتحدثان بها ومناطق سكنهما والتقاليد التي تتبعانها، لكن ذلك لم يجنبهما المصير الدموي.
وخلال الإبادة الجماعية، ألقيت جثث التوتسي في الأنهار، وقال قتلتهم إنهم “أعيدوا” إلى إثيوبيا، حيث يعتقد البعض أن أصولهم منها.

ولطالما كانت هناك خلافات بين أغلبية الهوتو وأقلية التوتسي في رواندا، لكن العداء بينهما ازداد بشكل كبير منذ الفترة الاستعمارية.
عندما وصل المستعمرون البلجيكيون في عام 1916، أصدروا بطاقات هوية تصنّف الناس وفقاً لعرقهم.
واعتبر البلجيكيون التوتسي متفوّقين على الهوتو. وقد رحّب التوتسي بهذا التمييز، وعلى مدى السنوات العشرين التالية تمتعوا بوظائف وفرص تعليمية أفضل من جيرانهم.
تراكم الاستياء وسط الهوتو تدريجياً، وبلغ ذروته في سلسلة من أعمال الشغب في عام 1959. قُتل في حينه أكثر من 20 ألف من التوتسي، وفرّ كثيرون آخرون إلى البلدان المجاورة مثل بوروندي وتنزانيا وأوغندا.
عندما تخلّت بلجيكا عن السلطة ومنحت رواندا الاستقلال في عام 1962، حلّ الهوتو مكان التوتسي. وعلى مدى العقود اللاحقة، تم تصوير التوتسي على أنهم كبش فداء لكل أزمة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات