القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أقود سفينتى

206

كتبت/ رانده حسن
اختصاصى نفسي

لدى سفينة كبيرة وعميقة ومتعددة المسؤلية ، ليس أنا وحدى ، بل إنكم جميعا لديكم سفن كثيرة ، تتنوع بين سفن كبيرة ، متوسطة ، وصغيرة ، بل وهناك من لديه قارب .
السؤال الطارح نقسه أين تلك السفن وأين ميناء ها ؟
كل إنسان خلقه الله سبحانه وتعالى ، خلق له حياة وهى سفينته وهو ربان هذه السفينة .
إذا وجدنا سفينة لأسرة عادية تتكون من أم وأولاد وأب نجده هو ربان السفينة الذى يقوم برعايتها يرعى زوجته ، أولاده ، بيته ، ويلبى طلباتهم وإحتياجاتهم ، يقوم بدوره فقط دور الأب ،وهو ربان سفينة عمله ، الذى يرعاه ويقوم عليه ويؤديه بما أمر الله بالإتقان والتفانى.
بينما إذا كانت أسرة ليس لديها الأب(للسفر ، الوفاة ،. الانفصال ) ، نجد هنا الأم تتولى زمام السفينة وتتولى قيادة السفينة وتلعب دورين الأم ، والأب ولابد لها من الجمع بينهما جيدا والتوازن أيضا كى لا يطغى دور على الآخر فيضيع الأبناء إما بسبب الحنان والعطف الزائد أو والشدة والقوة ، وأحيانا يتعارض مع طبيعتها ، ولكن لأهمية سكان تلك السفينة (أولادها) لابد لها أن تؤدى إلى دفع الأولاد إلى الأمام وعدم الوقوف مكتوفة الأيدى ، بل مساعدتهم للتفوق الدراسى ، العمل ، الرياضة ، التقرب من الله ، مساعدة الغير ، تبنى أولادها بناء داخلى وخارجى أيضا.
وهناك بعض الأحيان يوجد الأب ومتواجد مع الأم والأبناء. لكنه إنسان ترك كل شىء ليد زوجته الأم وهنا إما تكون أم مستبدة متسلطة عليه وعلى الأبناء وتتعدى حدودهم جميعا بل تتعدى الدخول فى حياتهم أيضا دراسيا ، عمليا ، مهنيا ،بل ومعظم الوقت أيضا بعد زواج الأبناء وما يكون الأب إلا خاضع قانع لغطرستها وتسلطها ولا يفكر أن يقوم بدوره تعود على الهامشية وعدم وجود دور له فى هذه الحياة الأسرية….غير المسمى (أب)
أو القيام بدورها ودور الزوج الذى ألقى على عاتقها مسؤليته والأبناء والبيت ، فنجد هنا الأسرة تتعرض لأم إما تهرب وتترك كل ذلك ويضيع الأبناء ، وإما أم تشمر عن ساعديها وتملك زمام الأمور وتقوم على رعاية سفينتها وتدعو الله أن يقف بجانبها يساعدها للوصول إلى النجاة لأولادها ولحياتها .
وهناك ربان سفينة من نوع آخر قبطان العلم ، المعلم /المعلمة ، من يقوم بتعليم وتهذيب وتهيئة جيل ، نشىء جديد تعليم وتربية وتغذية معلوماتية وثقافية واجتماعية وسياسية وفنية وصحية شتى أنحاء التعليم منذ نعومة الأظافر حتى بداية الوقوف على أعتاب مرحلة العمل بعد الدراسة .
وهناك ربان السفينة فى العمل فكل مسؤل هو القائد الأعلى لهذه السفينة لجميع العاملين فيها من أصغر عامل لأكبر عامل ، مرورا باحترامهم ومراعاة حقوقهم المشروعة التي تحفظ آدميتهم.
بينما المركب الصغير ، هى حياة الشباب التى تبدأ صغيرة الحجم ، حياته /حياتها وحده ، يسعى إلى الوصول للنجاح والتفوق العلمى ثم العملى ووضعه فى المجتمع ثم تكوين السفينة الصغيرة والتى تكبر وتصبح كبيرة بأبنائه ومن ثم أحفاده ، وأصحابه ، زملائه.
كلما كانت السفينة كبيرة وتسير على خطى واثقة نحو النجاح والتوفيق والسداد حتى ترسو على ميناء الإستقرار والأمان والرخاء والازدهار نعلم هنا أن الربان قائد ماهر أوصل سفينته إلى بر الأمان والسلامة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات