القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

زيارة نبوية

819

بقلم – حسن محمود الشريف
خرج سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام من بيته فى وقت الظهيرة و لم يكن يخرج في هذا الوقت فإذ بالصديق أبو بكر رضى الله عنه فقال له ما أخرجك يا أبا بكر فقال الصديق خرجت لأسلم على النبي ويصافح وجهي وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر خرج من شدة الجوع ولكن كان رجل حيياً استحى أن يخبر النبى صلى الله عليه وسلم بما أخرجه فقال له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انطلق فإذ بعمر الفاروق فقال له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما أخرجك يا عمر فقال الجوع يا رسول الله.
إنه عمر رضى الله عنه كان لا يستحي من قول الحق فقال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم والذي نفسى بيده ما أخرجنى إلا الذي أخرجكما فانطلقوا بنا فذهبوا إلى رجل من الأنصار اسمه أبو الهيثم بن التيهان رضى الله عنه فلما وصلوا إلى داره سلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أم الهيثم زوجته و سأل عن صاحبه وقال لها أين صاحبك فقالت خرج يستعذب لنا الماء فلم يمكث طويلاً حتى جاء يحمل الماء فعلم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أنه لا يملك خادم فعانق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وقال له و الله لا يوجد أحد اكرم منى اضياف اليوم وكيف لا وضيفه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ثم جاء لهم بعذق تمر فقال له سيدنا محمد هل لا جنيت لنا منه فقال يا رسول الله لقد جاءت به حتى تأكلوا من بسره ورطبه ثم أخد سكينته وانطلق فقال له النبي محمد عليه الصلاة و السلام إياك والحلوب أي إياك أن تذبح التي تحلب فذبح لهم جدياً وشواه لهم ثم وضعه بين أيديهم فأكلوا فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتسألون يومئذ عن النعيم أيها الاكارم أي نعيم هذا الذي سوف يسألون عنه أناس خرجوا من شدة الجوع فلما أكلوا تمراً وبعض اللحم وشربوا ماء يسألون عن النعيم فكيف بي وبك وكيف حالى وحالك طعامى وطعامك فسوف نسأل عن هذا النعيم الذي عندنا ومع ذلك نشتكى من ما نحن فيه نسأل الله أن يرزقنا القناعة وأن يبارك لنا فيما رزقه لنا إنه ولي ذلك و القادر عليه.ثم قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأبي الهيثم إذا جاءنا سبى تعالى إلينا فلما علم أن النبى جاءه سبى ذهب إليه فقال له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اختار واحد فقال ابو الهيثم بل اختار لي أنت يا رسول الله فقال له المستشار مؤتمن خذ هذا فإنى رأيته يصل بالليل
وأحسن إليه
فذهب أبو الهيثم إلى زوجته فقالت له ماذا أعطالك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها أعطاني هذا الغلام فقالت له وماذا قال لك فقال لها قال لى استوصي به خيراً فإنى رأيته يصل بالليل فقالت المرأة الصالحة أم الهيثم اعتقه فإنا لن نستطيع أن ننفذ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إذا اعتقنا هذا الغلام إنه نعم الفهم من هذه المرأة الصالحة نسأل الله أن يرزقنا الفهم فى الدين من يرد الله به خيراً يفقه فى الدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات