القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أُصولُ النُّصرةِ الإِلهيَّةِ

112

محمود سعيد برغش

إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله منْ شرورِ أنفسنا، ومِنْ سيِّئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ لهُ، ومَنْ يُضللِ؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسولُه، أمَّا بعدُ:
ففي ظلِّ تداعي الأممِ الكافرةِ على أُمَّةِ الإسلامِ، في (أرضِها المقدّسةِ المباركةِ)، في (فلسطينَ)، وفي غيرها منْ بلادِ الإسلامِ، كانَ مِنَ الواجبِ الشَّرعيِّ اللَّازمِ بيانُ (أُصولِ النُّصرةِ الإِلهيَّةِ) الَّتي تأتي جواباً على السُّوالِ الكبيرِ:
(كيفَ ننتصرُ على الأعداءِ؟)
فإِلى بيانِ هذه الأصولِ- مستعيناً باللهِ-:
1- لا نصرَ إلَّا من عند الله جلَّ وعلا ؛ كما قال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)، وقال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)، وفي هذا تحقيقٌ لتوحيدِ الرّبوبيَّةِ: (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)؛ إذْ لا نصرَ على الحقيقةِ إلَّا بـِ(عونِ اللهِ ومددهِ).

2-لا نصرَ مِنَ اللهِ إلَّا بنُصرةِ دينهِ، وامتثالِ شرعِه؛ كما قال تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وقال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وقال تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)، وقال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وفي الحديثِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: « «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ؛ بِضَعِيفِهَا؛ بِدَعْوَتِهِمْ، وَصَلَاتِهِمْ، وَإِخْلَاصِهِمْ».[إسناد صحيح. أخرجه النسائي (4372)].

وفي هذا تحقيقٌ لتوحيدِ الألوهيَّةِ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)؛ إذْ لا نصرَ على الحقيقةِ إلَّا بـِ(تحقيقِ عبودِيَّته).

يقول شيخُ الإسلامِ ابن تيمية-رحمه الله- :

“وَصَلَاحِ الدِّينِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ مَا كَانُوا يُوَالُونَ النَّصَارَى، وَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَعْمِلُونَ مِنْهُمْ أَحَدًا فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ أَصْلًا؛ وَلِهَذَا كَانُوا مُؤَيِّدِينَ مَنْصُورِينَ عَلَى

قد يعجبك ايضا
تعليقات