بقلم المربّي/نورالدين الصالحي من الهوارية نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس
الزّقاق في طفولتنا ، جنتنا في العطل ويوم الأحد … يدفع عنا ريح الشمال وبرده ، فتتدفأ أجسامنا الصغيرة رغم ما عليها أثوابنا من الخفة … سوى أطرافنا ترتجف وهي تداعب الكجات الملونة … يحمينا من ريح الشهيلي ونار الشمس المحرقة … تجمعنا لعبة ( السوري / عربي ) أو ( لحفيرة ) بالنقود أو بأغطية زجاجات قوارير المشروبات الملونة … لعبة ( الغميضة )، البطل فيها من غاص وسط الهند الشوكي واختفى إلى الأبد … بوخز الشوك لا نأبه ، فكأنه يدغدغنا في ظهورنا وأسفل القدم …
الزقاق في الصيف يطعمنا توتا بريا أحمر حامضا وآخر لونته الطبيعة بالأسود …
الهندي الأخضر والأحمر وذو الخدين نجنيه ب( كماشة ) القصب … شوكه الرقيق نطرده بحزمة متينة من العشب … نأكل جيد الهندي ونلقي الرديء إلى خرفان وعجول ودجاج في اسطبل من الحطب … طوبى لمن يعثر على عش دجاجة مليء بالبيض فكأنه من الذهب …
نبات الهندي والتوت الميت أحمله إلى أمي تعد به خبز طابونة ، أشم رائحته فيسيل لعابي …
رحم الله زقاق صبانا وغفر لبنايات الحديد والحجر … زحفت هنا وهناك برخصة وأغلبها بالراشي والمرتشي … النبات الشوكي أتلف نبات الهندي والتوت البري إلى الأبد … فصرنا لا نرى غير الشوك يخفي في باطنه نفايات وقوارير خمر فارغة ، ألقاها البارحة سكير معربد …