القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الاحساس بالعجز

171

 

 

سويده احمد

البعض مهتم بنشر المعلومات والأحداث الجارية على مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر في تعزيز الوعي حول القضية الفلسطينية ومشاركة الأطفال فيها.

وآخرون شاركوا في الصوت الشعبي الموحد من خلال الوقفات التضامنية والاحتجاجية على ما يجري في قطاع غزة، وغيرها الكثير من أساليب وأشكال التضامن الشعبي المختلفة التي نشهدها اليوم والتي ساهمت بدورها في إعادة البوصلة نحو القضية الفلسطينية كقضية تاريخية ووطنية وإنسانية مركزية وإيصال صوت غزة للعالم

إن قضية فلسطين تمرُّ بأخطر اللحظات في تاريخها كله، فالاستكبار اليهودي قد بلغ أوجه، فالقتل، والتشريد، وهدم المنازل والمشافي، والحصار الاقتصادي الرهيب، وقد بيَّت الخطر الصهيوني أمره، وحدد هدفه، وأحكم خطته لتصفية القضية الفلسطينية.

قلة من اليهود تدنس الأقصى وتقتل المسلمين وتذيقهم ألوانا من الذل والهوان على مرأى ومسمع من العالم كله عامة والإسلامي خاصة، ومع ذلك لم نستطع أن نحمي إخواننا منهم، وهذا ما نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه –أي إلى عدوه– من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ..”رواه مسلم.

فالواجب أن يسارع المسلمون لدعم الفلسطينيين ماديا ومعنويا، وكسر الحصار عنهم، وبكل ما تيسّر من السبل؛ السياسية والإعلامية والمادية والإغاثية، واللهَج بالدعاء لهم بالنصرِ والثبات. فهذا فرض عظيم، والتخاذل عنه إثم جسيم، وتركهم يجوعون من أعظم المحرّمات، وأشدّ الموبقات. قال الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). والواجب على المؤمن من ذلك ما يطيقه ويستطيعه، قال الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم)، وقال جل وعلا: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).

رصدت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، كيفية تعامل الدولة المصرية مع القضية الفلسطينية، مؤكدة أن مصر دائما تستهدف توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام بين الفصائل.

كما رصدت الدراسة خريطة إدارة مصر للقضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة بعد استقرار مصر بعد ثورة يونيو 2013، إذ يقوم النهج المصري في إدارة القضية الفلسطينية على محورين اثنين رئيسيين، وهما: بناء الدولة وحفظ التماسك السياسي والاجتماعي.

وبشأن بناء الدولة الفلسطينية المستقبلية، أكدت الدارسة أن مصر تعمل على التعاون مع فلسطين لضمان بناء كافة مؤسسات الدولة التي تستطيع استقبال سيناريوهات تسويات سياسية مع إسرائيل حتى ولو كانت غير محتملة في الوقت الراهن. تم هذا النهج وفق الآليات الحفاظ على الاتصال الجغرافي الطبيعي للدولة، إذ لا تتوارى النشاطات المصرية سواء السياسية أو الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي في إدانة المستوطنات، بل ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف بنائها.

يكون ذلك توحيد الصف الفلسطيني حيث استضافت مصر عشرة اجتماعات فصائل فلسطينية بهدف إنهاء الانقسام، وأيضا ترتيب البيت الفلسطيني، ورفض التهويد حيث دائما تحذر مصر دائما من مخطط إسرائيل في التغيير الديموغرافي وتهويد القدس ويمكن الاستدلال على ذلك من بيان مصر امام القمة الإسلامية الطارئة لدعم فلسطين والقدس الشريف التي اختتمت أعمالها مارس 2016 باعتماد إعلان جاكرتا وقرار القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي لدعم فلسطين والقدس الشريف.

وأكدت الدارسة أن مصر تسير مصر باتجاه العمل على بناء الدولة الوطنية لفلسطين المستقبلية، والعمل على تعزيز التماسك السياسي عبر إنهاء الانقسام، وتعزيز التماسك المجتمعي عبر إدانة الاستيطان ورفض التهويد.

أعقب الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 على عدد من المواقع الإسرائيلية، سقوط عدد غير مسبوق من القتلى والمصابين على الجانب الإسرائيلي، وصل وفقاً لآخر التقديرات إلى 1400 قتيل منهم 308 جندي و4600 مصاب، تلاه قصف إسرائيلي ممنهج على قطاع غزة، أدى بدوره إلى استشهاد 4137 مواطن وإصابة أكثر من خمسة عشر ألف آخرين حتى مساء يوم 20 أكتوبر، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليون مواطن داخل القطاع، وانقطاع كل سبل الحياة في ظل رفض سلطات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية منذ بدء الأزمة، حتى دخول أول مجموعة من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والطبية المصرية في صباح يوم السبت الموافق 21 أكتوبر.

هذه الأزمة الضخمة والمعقدة مثلت اختباراً كبيراً للإعلام الغربي. وعلى العكس من الحرص على تقديم صورة موضوعية تعكس مختلف السرديات ومختلف أبعاد الأزمة، خاصة في ظل ما تمتلكه وسائل الإعلام الغربية من قدرات تكنولوجية متقدمة وقدرة كبيرة على الوصول إلى أطراف الأزمة، فقد اتسمت معالجات الإعلام الغربي للأزمة بدرجة كبيرة من الانحياز للجانب الإسرائيلي.

إنَّ الدفاع عن المسجد الأقصى وتحريره والتضحية من أجله فرض وواجب على الأمة المسلمة بشعوبها وأفرادها وعلمائها واجب شرعي، لإنقاذ المسجد الأقصى وفلسطين من كيد ومكر يهود، لا يجوز التراجع عنه، ولا يكتمل إيمان مسلم إلا بحبِّه والشوقِ إلى زيارته والذود عنه، ولو بإرسال ثمن الزيت الذي تضاء به قناديله، كما جاء في حديث سيدتنا ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها قالت: “قلت: “يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ”، فَقَالَ: “أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ”، قلت: “أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَهُ”، قَالَ: “فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ.”

قد يعجبك ايضا
تعليقات