القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ليبيا بعد كارثة إعصار دانيال

141

د. إيمان بشير ابوكبدة

بعد أكثر من عقد من الفوضى، لا تزال ليبيا منقسمة بين حكومتين متنافستين، واحدة في الشرق والأخرى في الغرب. كما ادت سنوات الحرب وغياب الحكومة المركزية إلى ترك بنية تحتية متهالكة وعرضة للأمطار الغزيرة. وتعد ليبيا حاليا الدولة الوحيدة التي لم تضع بعد استراتيجية مناخية، وفقا للأمم المتحدة.

انهار طريق ساحلي بعد فيضانات غزيرة في درنة، ليبيا، يوم الاثنين 11 سبتمبر 2023. تسببت عاصفة البحر المتوسط ​​دانيال في فيضانات مدمرة في ليبيا أدت إلى تحطيم السدود وجرفت أحياء بأكملها ودمرت منازل في مدن ساحلية متعددة في شرق الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
ويخشى أن يكون نحو 2400 قتيل وأكثر من 10 آلاف شخص مفقود حتى الآن.

ولا تزال الجثث تحت الأنقاض في المدينة، بينما جرفت الأمواج جثث أخرى إلى البحر، بحسب وزير الصحة في شرق ليبيا عثمان عبد الجليل.

وتظهر مقاطع فيديو لما بعد الحادث تدفق المياه عبر الأبراج المتبقية في المدينة الساحلية والسيارات المقلوبة، وفي وقت لاحق، اصطفت الجثث على الأرصفة المغطاة بالبطانيات، وتم جمعها لدفنها. ويقول السكان إن المؤشر الوحيد للخطر هو الصوت العالي الذي يحدثه تشقق السدود، مع عدم وجود نظام إنذار أو خطة إخلاء.

وضربت العاصفة مناطق أخرى في شرق ليبيا، بما في ذلك مدينة البيضاء ، حيث تم الإبلاغ عن حوالي 50 حالة وفاة. وغمرت المياه مركز البيضاء الطبي، المستشفى المحلي الرئيسي، وتم إجلاء مرضاه، بحسب الصور التي نشرها المركز على فيسبوك.

ومن المدن المتضررة الأخرى سوسة والمرج وشحات، بحسب الحكومة. وقد نزحت مئات الأسر ولجأت إلى المدارس والمباني الرسمية الأخرى في بنغازي وبلدات أخرى في شرق ليبيا.
وفي طرابلس، ترأس رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة الحكومة الليبية المعترف بها دوليا. وفي بنغازي، ترأس رئيس الوزراء المنافس أسامة حمد الإدارة الشرقية المدعومة من البرلمان الليبي و الجيش.

وتعهدت الحكومتان والقائد الشرقي بشكل منفصل بمساعدة جهود الإنقاذ في المناطق المتضررة من الفيضانات، لكن ليس لديهما سجل للتعاون الناجح.

وفعلا أرسلت حكومة طرابلس إلى الشرق طائرة تحمل 14 طنا من الإمدادات الطبية وأكياس الجثث وأكثر من 80 طبيبا ومسعفا.

كما ساهم المواطنين الليبين من كل المناطق في جمع التبرعات المالية و الغذائية و فتح منزلهم للاجئين من المناطق المنكوبة.

وتساعد الإمارات العربية المتحدة ومصر وتركيا في جهود الإنقاذ على الأرض. لكن حتى مساء يوم الثلاثاء، كانت عمليات الإنقاذ تكافح للوصول إلى درنة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات