القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ماكرون الذي فاز بكأس العالم 2022 !!

86

اعداظ وتقديم/ علي شعلان
توقفت كثيرا ، بل دعاني ضجيج الرأس جراء خبطات ذكريات الموقف هذا، كل فترة ، أن أتلوه علي حضراتكم كاتباً ، لتفاصيله بالرغم من قرب إنقضاءه حوْل كامل .
أمام المقصورة الرئيسية (الملكية) بالإستاد ، بخلثة يخطف _ أحد زوار هذه المقصورة _ الكادر عدة مرات من سحر و إغراء الكرة الجلد .
يخطفه بطريقة عفوية شديدة ، فلم يُبالي صفته الوظيفية ، و لا موقعه الهام في الإستاد ، و لا الجماهير، ولا المضيفين في شئ .
حيثُ قام يُهلل و يصرخ مُتفاعلاً مع كل هجمة يقوم بها مُنتخب بلاده ، مُتمنياً هدف التقدم في المباراة ، و أملاً لسحق المنافس و الحصول علي البطولة .
من كثرة التفاعل الجم ، رأي أمير قطر ” تميم بن حمد ” أن هذا تفاعُل فج ، لا يليق برئيس جمهورية لدولة كبيرة بحجم فرنسا .
و قد لامست هذا الإحساس من نظرات الأمير تجاهه ، كأن حالها كمن ينظر مُستغرباً إلي ديك في عنفوان شبابه ، يطلق صيحاته و يتطاير أرضاً يميناً و يساراً كيف يفعل هذا و صحن غذائه أمامه !!! .
فلماذا كل هذا الضجيج المُفتعل منك ( أيُها الديك الحر لا الشامورتي ) !!.
حينها أختلف مع الأمير و أقول صحن الغذاء هذا ( منصب رئيس الجمهورية ) ، لا يكفي ليصمت و أن يُشجع بهدوء و برود دبلوماسي بحت ، كما الحال المُعتاد في أركان و طننا العربي بالكامل .
ما فعله ” ماكرون ” هو ترجمة صدق مشاعر مواطن فرنسي ، يُحب بلاده بحق ، و حراراة تشجيعه من حرارة مُنتخب بلاده قبل أن يكون رئيس ، ولم لا ؟ .
هذا المشهد لا يمُر مرور الكرام و إن مرّْ !! .
بل نتوقف عنده أكثر من موقف دهاء “تميم” ذاته ، بتوثيقه رداء العروبه علي جسد فتي اللعبة المُدلل الأول (ميسي) ، ليعلم العالم دور العرب في إنجاز هذه البطولة .
هذا المشهد يجب أن يُدرس لنجاوب علي سؤالي هذا ؟ .
هل ما نفعله من إخفاء مشاعرنا و إخفاء آراءنا و توجهاتنا كمسؤولين أمام الكاميرات و العوام هو الصحيح ، أم إبراز جزء يسير هو عيْن أصيل في ترسيخ مفهوم أن “المسؤول من الشعب و الشعب من المسؤول ” ؟ .
و أن تنتهي فترة وظيفته ، و يرتكن بعدها إلي صفوف الجماهير، فبالتالي تأصيل فكرة الديموقراطية ، و التداول السلمي للمنصب والسلطة ، أم في تصحيح و تقويم الخطابات الفاشية من تآليه المسؤول أو الحاكم المعصوم من الخطأ أو المسؤول المُتبلد المشاعر ذو دبلوماسية الخطابات و السلوك ؟ .
أعتقد أيضاً أن مُجتمعنا مريض بحاله نفسية “المثالية” ( مُتدين بطبعه) ، فتم توسيم صورة المسؤول بحالة وهالة لا يجب أن يتزعزع عنها و إلا سقط من نظرهم .
لا تفخيم لأحد ، و لكن القادة الغربييون تفوقوا علينا ، عندما بنوُ هذه الحضارة ( المادية في معدنها و في ظاهرها ) ، و انتجوا لنا هذا المشهد لنراه علي الساحة ، و هي إشارة مننا لكي نتوقف و نتدبر و نتأمل ثم نستوعب ، ف نعمل لتصحيحها و تنفيذها بما يُلائم ثقافتنا و تراثنا و دييننا ،
كل هذه الأسئلة و الفرضيات علي القارئ العزيز أن يتجاوب معي ، و يجيب ، فأستريح حينها و لا يعود ضجيجها إلي أذهاني مرة أُخري .
إلا و يكون سبب مُضني أن أعود إليكم مرة ثانية بمقالة رتيبة أُخري ، لأحدثكم عن جمال موقف ، لسلوك فعله في الطريق العام معالي السيد الفخيم الوطني الشريف العفيف الدؤوب الثقوب رئيس وزراء هولندا !!! .

قد يعجبك ايضا
تعليقات