القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الواقع الإفتراضي

126

بقلم المستشار احمد النحاس

إن الواقع الإفتراضي ( Virtual reality ) هو تكنولوجيا
تثير الشكوك أو الإهتمام الشديد وذلك بسبب الغموض
المحيط بمعني المصطلح .
إن كثير من المعاني المزدوجة والجذابة ترتبط بهذا المصطلح وتعوق إمكانات تحديد تعريف معين له
إلي حد أنه لا نستطيع إغلاق الجدل حول جوهره
وما يتضمنه المصطلح من الناحية النظرية والعملية .
ففي بدايةً التسعينات أنتشرت شبكة الإنترنت حيث لم
يكن الكمبيوتر من الأجهزة المنزلية الأساسية وبالأخص
عندما كانت إمكانات معالج المعلومات وكروت الجرافيك محدودة ، وكان الواقع الإفتراضي يشبه الخيال
العلمي .
وكانت الطرق التي تصف بها السينما والتليفزيون ذلك
العالم الرقمي الجديد طرقًا غامضة ومليئة بالمتناقضات ، ومتنوعة ما بين الخوف والأمل .
وكانت السينما والتليفزيون والصحافة ، تسقط أحيانا
في إغراء هذا الموضوع وتخصص إهتمام كبير به ولكن
دون أن يكون لذلك تأثير فعال في توضيح المصطلح.
فكانوا يربطون بصفة عامة فكرة الواقع الإفتراضي بالشاشة والكماليات المرتبطة بالكمبيوتر أو بالأزياء
التكنولوجية المفرطة التي بمجرد إرتدائها تنقل جسدنا
كله ومشاعرنا إلي العالم الإفتراضي حيث يوضع الإنسان
في بيئة مادية تمامًا وتكون لحركاته خاصية المحاكاة
القوية للواقع ولكن تكون لتصرفاته علاقة سببية وتأثيرية
في عالم الكمبيوتر الإفتراضي .
إذًا فالواقع الإفتراضي يتجسدكعالم حتمي مرتبط بالواقع
وخاص بالإدراك المادي اليومي .
وفي هذه الحالة تكون للمكونات التقنية أهمية كبيرة
لأن الواقع الإفتراضي ليس عملًا فكريًا بل إحدي إمكانات
الواقع .
فعلي سبيل المثال اشتهرت بالفعل إمكانية محاكاة قيادة
الطائرات والخاصة بتدريب الطيارين .
ومع مرور الوقت تطور الواقع الإفتراضي لمغامرات إفتراضية جماعية ، فعلي سبيل المثال في ألعاب الحرب يمكن العثور علي حجرة ثم عرض صور من بيئات إفتراضية علي جدرانها ، ويتم منح اللاعبين أجهزة إستشعار ونظارات خاصة والتي تساعد علي الشعور
بأنهم في وسط غابة إستوائية مثلا ، وهنا يكون الجسد
في علاقة مع الفضاء الواقعي والذي يشارك فيه بجزء
كبير من حواسه ، في حين تكون الرؤية نوع من الوهم
حيث أنه موجود في مكان مختلف عن طريق الوسائط
السمعية والبصرية والتي تزيد مع زيادة الإمكانات
التقنية وذلك إنطلاقا من تطور فنون الجرافيك التي بها
يتم تقديم البرامج الجديدة علي الشاشة إلي ألعاب
الكونسول المركبة لألعاب الفيديو.
إذًا فالواقع الإفتراضي يبسط المسافة بين ماهو مادي
وما هو خيالي حيث يعتقد المستخدم بأنه موجود
بالفعل بداخل بيئة ولدها الكمبيوتر ، حيث أن تأثير
الواقع الإفتراضي يعود إلي تلك التركيبة المكونة من الإرادة والإدراك.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات