القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

القصص في العصر الجاهلي

187

شريف هاشم : بغداد
عصر الجاهلية : يُعرف الدارسون العصر الجاهلي بأنّه الفترة الممتدّة قبل بعثة النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلّم ، والتي استمرّت قرنًا ونصف ، وسمّي بالعصر الجاهلي لِما شاع فيه من جهل في الدين ، أيْ أنهم كانوا جاهلين في الدّين لا جاهلين في العلم ، وامتاز هذا العصر بالشعراء الذين كانت تُروى أشعارهم ، كما كانوا ينشدون قصائدهم في الأسواق كسوق عكاظ ، ويعد الشعر الجاهلي أجود الشعر، كما ذكر بعضُ الدارسين معرفة العرب للنثر لكن الحقيقة أن تركيز العرب الأكبر كان على الشعر لا على النثر.
النثر في العصر الجاهلي : أنّ النثر ما يقصد صاحبه إلى التأثير في نفوس السامعين والذي يحتفل فيه من أجل ذلك بالصيغة وجمال الأداء ، وهو أنواع: منه ما يكون قصصًا ومنه ما يكون خطابة ، أو رسائل أدبية مُعبرة ، ويسمى هذا النثر بالنثر الفني ، ويرى أننا لا نملك وثائق جاهلية صحيحة تدل على أن الجاهليين عرفوا الرسائل الأدبية ، إلا أنهم عرفوا القصص والأمثال والخطابة وسجع الكهان ، ولقد كانت رواية النثر الجاهلي قليلة بجانب ما روي من الشعر وذلك لعدة أسباب: الاهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها ، فكانت القبيلة التي تملك شاعرْا قبيلة يعترف بمكانتِها ، ولا يقطع ذكرها بسبب رواية شعر شاعرها وقلّة التدوين أو انعدامه ، والاعتماد على الحفظ والرواية وسهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع موسيقيّ.
القصص في العصر الجاهلي : لم يدوّن الجاهليّون شيئًا من نثرهم ولا شعرهم ، وهذا لا ينفي معرفتهم للكتابة ، بل عرفها بعضهم واستخدموها في المهمّ فقط ، وقد كان عندهم أنواع من النثر منها القصص التي شغفوا بها شغفًا كبيرًا، وساعدهم على ذلك فراغ الوقت ، حيث كان الراوي يبهر السامعين بما يضيفه على القصة من خياله وفنه ، فمرة يضحكهم ومرة يحزنهم، وقد استمدوا مادة قصصهم من الأساطير والخرافات السائرة المتنقلة بين الأمم ، ومن الأخبار والأحاديث الخرافية والتاريخية المأثورة، وقد وصلت إلينا بعض هذه القصص عن طريق الرواة واللغويين في العصر العباسي حيث دونوا ما وصل إليهم ، ولا شك أن الكثير منها قد تغير وانحرف عن أصوله لطول المسافة والزمن بين العصر الجاهلي والعصر العباسي ، ولكنها ظلت تحتفظ بسمات القَصص القديم.
أنواع القصص في العصر الجاهلي تنوّعت القصص في العصر الجاهلي بتنوّع الأحوال فكانوا في كلّ جلسة سمر يروون قصصًا مختلفة واقعية ومنها من وحي الخيال ، وقد امتازت القصص في العصر الجاهلي بالمتعة والتشويق، وتصوير الواقع، ومن الموضوعات التي كان يتداولها الناس في قصصهم في ذلك العصر: أيامهم وحروبهم وما سجله أبطالهم من انتصارات وما مُنيت به بعض قبائلهم من هزائم منكرة ، وكانوا يقصون كثيرًا عن ملوكهم من الغساسنة والمناذرة كانوا يقصون عن ملوك الأمم الأخرى ، وقصوا عن كهانهم وشعرائهم وساداتهم وقصوا كثيرًا عن الجن والعفاريت والشياطين والقص على ألسنة الحيوانات.

قد يعجبك ايضا
تعليقات