القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ماء ورد

157

بقلم _ كنانة ونوس 

لم أمنح لظلي حريته في الوقوف قبالته فاكتفيت بظل الشباك ليكون ظاهرا بينما يجهر صوته الذي يطربني بكل حالاته حتى في أرقى أنواع عصبيته كما الآن:(- لا أدري مم تخافين؟؟ أيعقل أن أحدثك دائما في العتمة؟ من يراني الآن سيظن أنني مجنون أو سكران وأحادث شباكا) بخوف أسأله(- وهل هناك من يراك الآن؟).. يضحك ثم يجيب:(- نعم… هناك طفلة تنظر إلي من الشرفة المقابلة) أمتعض ثم أتمتم:(- ياإلهي تلك الشقية الفضولية) ينظر إليها مطولا ثم يقول:(- إنها مجرد طفلة… لاتقلقي سأبعدها) ثم أراه يمد لسانه كما يفعل الصبيان الصغار عادة لإغاظة الفتيات، لحظات وأسمع صوت باب يغلق بقوة ثم يعود صوته الساحر للحديث:(- لقد ذهبت… والآن… كيف سأسلمك رسالتي؟؟ لقد عصرت كل مشاعري وشطفت بها هذه الورقة ألن تأخذيها؟) أضحك بخجل يعشقه:(- لن أستطيع الخروج الآن، احتفظ بها للغد وسأراك في النهار عند الجدار المكسور في آخر الشارع).. بيأس يجيبني:(- أيعقل ألا ينتابك الفضول لمعرفة ماكتبته لك من عواطف محترقة؟!، هل تستطيعين الانتظار للغد؟!) بغصة أجيب:(- أنت لا تعلم ما الذي سأعانيه هذه الليلة بانتظار الغد) يروقه ماقلته ثم يضع يده على الشباك محاولا ملامستي ولكني أبتعد بخجل:(-تصبحين على خير)..

في اليوم التالي تضحكني يده البيضاء وهي تبحث عن يدي من خلف الحائط المكسور لتسلمني الرسالة، كلب مشرد يقترب من الحائط ويبول، نصرخ كلانا به، يجفل ثم ينبح بقوة ويهرب، يقف بكامل جرأته أمامي:(-اسمعيني جيدا… هذا الوضع لم أعد أحتمله، لست لصا، على حبنا أن يظهر للعلن ،سأتحدث إلى عائلتي اليوم)… يربكني إصراه هذه المرة وخصوصا عندما أمسك بيدي.. يطير حجرا ويصيب يدينا المتعانقتين.. صراخ طفلة الجيران نسمعه جيدا:(- أيها الخائن.. ألا تستطيع الانتظار بضع سنوات فقط؟؟)… يصاب بالصدمة وأنا تنتابني نوبة ضحك:(- هذه الطفلة مجددا… لقد أسأنا فهمها… إنها معجبة بك وتشعر بالغيرة).. يمد لسانه كما العادة.. تعود الطفلة أدراجها ماأن ترى لسانه، ثم يردف قائلا:(- إنها معجبة بلساني فقط)…..

قد يعجبك ايضا
تعليقات