القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

يومياتى مع مريم (1)

187

كتبت /رانده حسن
إختصاصى نفسى

وبعدين فى القلق دة أتأخرت عن ميعادها يارب خير ويطمنى عليكى يابنتى ،استرها يارب ، ياترى فينك يامريم
(مريم بنتى طالبة بتدرس ).
بعد مرور وقت كأنه دهر طويل لا ينتهى أخيراً الموبايل يرن.
أنا: حبيبتى أنت كويسة
مريم: الحمدلله ، (بدموع).
أنا:حبيبتى فيكى إيه ، بتبكى ليه وأتأخرتى ليه ؟!
مريم :مش مصدقة اللى حصل ، ومش عارفة أعمل إيه وأتعامل معاه؟
أنا:(بمنتهى الحيرة)يابنتى فهمينى طيب
هو فيه إيه لكل دة .
مريم : ماما أنا راجعة للبيت وأحكيلك.
بعد وقت مر عليا كالدهر ، وتفكير وشدة أعصاب وتوتر ، أخيرا ظهرت مريم( وقفت أنتظرها فى بلكونة البيت)
مريم داخل حضنى بتبكى وبدموع وقلب موجوع مش مصدقة اللى حصل ياماما ، معقول دة ؟!
أنا: حبيبتى ممكن نهدى ونطمن وتحكى بهدوء .
مريم:كنت فى الدرس والحصة طويلة بعد نصف الوقت المدرس أخدنا وقت للراحة ، واحدة من زميلاتى بتصرخ وتبكى ، سألناها ، أنا أتسرقت!!!!!
كلنا ، ممكن وقعت منك محفظتك .
ردت لا كانت معايا بداية الحصة وحاليا بشترى( عصير ومياة )لم أجدها.
ذهبت إلى المدرس والمساعدين وحكت لهم .
ذهب المدرس والمساعدين إلى الكاميرات ،وهنا كانت الكارثة ،،وجدنا المحفظةيأتى بها لزميلتنا وجميعنا كانت فين مع مين ؟
هنا وجدنا المدرس والمساعدين أكدوا على أهمية الإهتمام على أشيائنا الخاصة جيدا وعدم الإتيان بأشياء ثمينة وغالية أو مبالغ مالية كبيرة والتأكيد والتشديد على ذلك.
وأكملنا الحصة وكلنا فى ذهول لا نفهم شيئا .
إنتهت الحصة وفى إنتظار الحصة التالية ، خروج ودخول بعض الطلبة .
عرفنا بعدذلك أن المدرس عرف من أخذ المحفظة وذهب إليها وأخذها فى غرفة خاصة ومعه المساعدين ، لا نعلم ماذا داخلها؟!
لكن من هى ؟!وتعمل ليه كدة ؟! والمدرس والمساعدين أخفوا عنا من هى ،وكلنا عايزين نعرف من هى ؟!
أنا:وعايزة تعرفى ليه
مريم :عشان دى حرامية وسرقت وليه المدرس ماقالنا مين وليه ما طردها وليه يقف معاها ؟!
أنا:طيب ممكن تهدى وتفهمى واحدة واحدة ، السؤال هنا هى بنت طالبة ومراهقة ، ممكن تكون غير مدركة لفعلها ، ممكن بتضايق زميلتها ، ممكن عجبتها المحفظة ،وممكن عايزة تلعب معاها وممكن فعلا سرقتها .
لازم نسأل هنا هى عملت ليه كدة لأنه هناك عوامل كثيرة:
التربية أين الأب والأم وأين التربية والخطأوالصواب والحرام والحلال .
أين الأهل التى تعلم أولادها وتربى على قيم وأخلاق وعادات وتقاليد المجتمع
أين الدين الذى يتربى عليه الأولاد.
أين المعلمين فى الفصول الذين يبنون مع الأهل شخصية الأولاد ويعلموهم إحترام زملائهم وعدم أخذ أشياء لا تخصهم وهذا فعل حرام ومنافى للدين والأخلاق.
أين تربية الأبناء واحتوائهم وعدم حرمانهم ، والتحدث معهم وتلبية احتياجاتهم قدر المستطاع.
وليس معنى كلامى حرمانهم سرقتهم ، ولكن على أقل التقدير توضيح الأهل إمكانياتهم المادية وإرشادهم للحرام والحلال .
هناك أولاد شخصيتهم ونفوسهم ضعيفة سهل جدا الجرى وراء السرقة والغش والكذب ، بسبب التربية والتنشئة.
مريم : طيب ليه ماقال المدرس هى مين ؟!
أنا: أولا ربنا سترها ، والمدرس هنا تعامل معها بالستر أولا ، وعرفها أنهم عارفين كإدارة مسؤولة وأعطاها فرصة ثانية ،تقف عن أخذ أشياء لا تخصها وتحترم زملائها وتخاف من ربنا الأهم وإذا حاجة تانى أتسرقت فهى موضع إتهام من جديد لو لم تسير فى الطريق المستقيم .
هنا دور المدرس كان الأب والمدرس التقويم للبنت والتربية ، لا ألوم البنت وحدها ولكن اللوم الكثير والأكبر على الوالدين اللذان تركا ابنتهما دون مراعاة لها وتعليمها وإرشادها ، قبل أن تحاسبى البنت لابد من محاسبة الأهل أولا.
وبالنسبة للبنت ، تحتاج إلى تعديل سلوكياتها وتقربها أكثر إلى الله .
وكان لابد من إخفاء شخصيتها عنكم جميعا ، لأنكم لو عرفتم تنمرتم عليها ولتعاملتم معها بكل تكبر وإحساسها أنها سارقة وليست موضع إحترام وثقة ، ولكن قام بتحذيركم على أدواتكم ، كى لا تعود مرة أخرى.
لكن أتمنى أن يتصل بوالديها ويبلغهم مافعلت البنت ابنتهم حتى يستطيعوا أن يتواصلوا معها ويقوموا بتقويمها ، على الرغم أخاف أيضا من عدم إهتمامهم وإهمالهم ، أو ربما ضربها مما يدفعها إلى تكرار هذه الأفعال مرة أخرى إنتقاما
مريم حبيبتى ، تعاملى مع زميلاتك ،وحافظى على أدواتك ، وادعى لله أن يتوب عليها ويهدى إليها أهلها .
نحن الأهل من نقدم للمجتمع السارق والكاذب والمنافق ، بعدم الإهتمام والرعاية والتربية لأولادنا ، قبل حساب الصغار لابد من معاقبة الكبار على تقصيرهم فى حقوق أولادهم .

قد يعجبك ايضا
تعليقات