القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

النجاح مع الله عز وجل

158

نهاد عادل
النجاح كلمةٌ محبَّبةٌ إلى القلوب، وغاية تتشوَّق إليها النُّفوس، وهدف يشترك في السعي إليه الجميع؛ فالكلُّ يحب النجاح والكلُّ يريد النَّجاح والكلُّ يَسْعى إلى النجاح..
ولكن الناس يختلفون في رؤيتهم لهذا النجاح..
فمنهم من يرى النجاح في أن يكوِّن ثروةً ويصبح مليونيراً.
ومنهم من يرى النَّجاحَ في أن يكون مشهوراً مرموقاً معروفاً لدى الناس.
ومنهم من يرى النجاح في كثرة الأسفار وحضور المؤتمرات ومعرفة اللغات المتعددة وإقامة الصداقات المختلفة.
ومنهم من يرى النجاح في استقرار حياته الزوجية وتأمين مستقبل أبنائه، وتوفير الجو الأسري المناسب ليتفوقوا في دراستهم ويكونوا مؤهَّلين لخوض غِمار الحياة العلمية.
ومن الناس من يرى النجاح في إشباع غرائزه وإعطاء نفسه ما تريد.
ومنهم من يرى النجاح في خدمة الآخرين والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم.
حتى إنَّ من النَّاس مَن يرى قمةَ النَّجاح في أن يتزوَّج امرأةً جميلةً فحسب.
وكلُّ ما سبق يُعتَبر قصوراً في فهم النَّجاح وخللاً في تصوُّره فإنَّ النظرةَ الصَّحيحة للنجاح هي التي تراه من خلال أبعاد ثلاثة:
الله – النفس – الناس.
إنَّ النجاحَ لا يمكن أن يكون تامًّا إلا إذا وُفِّقَ الإنسانُ في معاملته مع ربِّه أوَّلاً، ثم مع نفسه، ثم مع الناس؛ فالفشل في المعاملة مع الله – عز وجل – يعني الضياع والهلاك؛ لأنه بذلك يكون قد فشل في أكبر مهمة كُلِّف بها وأعظم غاية خلق لأجلها.
وكذلك إذا فشل الإنسان مع نفسه ومع الناس لا يمكن أن يكون ناجحاً نجاحًا تامًّا مع الله؛ لأنَّ النَّجاحَ مع الله – عز وجل – يُكْسبُ العبدَ نوراً يبصر به حقائق الأمور، ويتعامل به مع نفسه ومع الناس على اختلاف تَوَجُّهاتهم
فالنجاح مع الله هو الغاية والأساس.
والنجاح مع النفس ومع الناس تبعٌ وليس غايةً؛ إذ لابُدَّ من الالتزام بالحدود والوسائل الشَّرعيَّة في تحقيقه؛ وهذا ما يميِّز المسلم عن غيره في نظرته للنَّجاح.
فالمؤمن يريد أن يصل إلى النجاح من خلال الوسائل الشرعية المباحة، وغير المؤمن يريد أن يصل إلى النجاح من أي طريق؛ إذ الغاية عنده تبرِّر الوسيلة.
المؤمن ينظر إلى ما بعد الحياة الدُّنيا، وغير المؤمن لا يرى إلَّا الدُّنيا.
فالنجاح مع الله عز وجل هو النجاح في الدنيا والآخرة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات