تعرف على طقوس توراجا الغريبة من إندونيسيا

د. إيمان بشير ابوكبدة

مجموعة تانا توراجا عرقية فريدة منتشرة في جبال إندونيسيا، حيث لا توجد مقابر خاصة بهم، وحيث لا يزال المتوفى جزءًا من العائلة.

يقيمون في أعالي قمم الجبال التي كان يتعذر الوصول إليها منذ قرون، لم تتأثر هذه المدينة ببقية عادات العالم فيما يتعلق بالموت.

طقوس جنازة توراجا
عندما يموت شخص ما، يؤدي أقاربه سلسلة من الاحتفالات المعروفة باسم “رامبو سولو”. ولا يتم الاحتفال بها بعد الموت مباشرة.

قد تستغرق الجنازات في هذه الجزيرة أسابيع أو شهورا أو حتى سنوات، وقد يكون ذلك بسبب اضطرار العائلات تدريجيا إلى جمع الأموال اللازمة لتغطية نفقات الجنازة المزعومة.

الاستعدادات
خلال الوقت الذي يستغرقه دفن المتوفى، يتم تحنيطه وإبقائه تحت سقف واحد مع أسرته. يفرض الاعتقاد أن الشخص ليس ميتا حقا حتى تكتمل مراسم الجنازة.

تقول ثقافتهم أيضا أن الموت عملية طويلة وأن المتوفى، وقد يستغرق سنوات قبل أن يعود إلى الحياة الآخرة، وهذا هو السبب في أن الجنازات المصممة لتسهيل عبورهم إلى الجنة معقدة ومكلفة. لذلك، فإن الاستعدادات تمتد طالما كان ذلك ضروريا.

خلال هذا الوقت أيضا، تم صنع “تاو تاو”، وهي أشكال بالحجم الطبيعي منحوتة في الحجر تظهر تقليديا جنس الشخص المتوفى. يتم دفع ثمن هذه التمثيلات من قبل مجتمع توراجا نفسه كطريقة لتكريم من تحب.

خلال فترة طقوس رامبو سولو
وأخيرا يأتي الاحتفال الجنائزي حيث يقضي الضيوف وليمة عظيمة. بعد ذلك يحمل الرجال التابوت بزخارفه لبدء المسيرة.

على عكس الثقافات الأخرى، ترقص توراجا وتغني وتضحك، حتى الأسرة تنضم إلى الأجواء الاحتفالية حتى أثناء ارتداء ملابس الحداد .

اعتمادا على حالة المتوفى، يتم تنفيذ أهم تقليد على الإطلاق، وهو تضحية الجاموس. وبالتالي، كلما زادت الهيبة التي يتمتع بها الشخص، زاد عدد الجواميس التي يتم التضحية بها.

خلال هذا العمل، تجمع توراجا الدم الذي يتدفق من الحيوانات في أنابيب الخيزران على إيقاع الموسيقى والرقص التقليديين. وأخيرا يتم التضحية، حيث توزع اللحوم على الضيوف.

الدفن
في نهاية رامبو سولو، يضع توراجا التابوت في كهف أو قبر أمام جرف مع متعلقات المتوفى. علاوة على ذلك، يوضع “تاو تاو” أمامه.

وبهذه الطريقة يظهر في المقابر سلسلة من الشرفات مسبوقة بأشكال خشبية. شكل آخر من أشكال الدفن هو ترك التابوت الخشبي معلقا على الجرف.