القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ميلاد السيد المسيح

131

 

تقرير _نهال يونس

لقد اختلفت آراء رجال و مؤرخي الكنيسة، حول تاريخ ميلاد السيد المسيح ، حيث ذهب يوسابيوس القيصري ، إلى القول بأن هذا الميلاد العجيب ، كان في السنة الثانية و الأربعين
من حكم أغسطس (30 ق . م : 14 ب . م) ، و في السنة الثانية و العشرين ،بعد إخضاع مصر ، وموت أنطونيوس و كليوباترا ، الذين انتهت بموتهما أسرة البطالمة في مصر ، إذ افترض يوسابيوس هنا ، بأن حُكم أغسطس، بدأ بموت يوليوس قيصر، سنة (30 ق . م) ، ومن ثم فإنه يحدد تاريخ ميلاد السيد المسيح ، بسنة 752 لبناء مدينة رومية ،أي في سنة (2 ق . م) ، ويتفـق هذا بدوره ، مع ما قرره أكليمنضس الإسكندري، و أبيفانيوس، الذين قالوا بأن السيد المسيح ، ولد بعد غزو مصر بثمانية وعشرين سنة، كذلك أشار يوسابيوس أيضا، إلى أن هذا الميلاد، تم أثناء الإحصائية الأولى، و ذلك عندما كان كرينيوس، والياً على سوريا، مرتكزاً في ذلك على ما ورد في إنجيل لوقا، بما نصه ” و في ذلك الزمان أصدر القيصر أغسطس مرسوماً يقضي بإحصاء سكان الإمبراطورية، و قد تم هذا الإحصاء الأول، عندما كان كيرنيوس حاكماً لسوريا ، فذهب الجميع ليسجلوا كل واحد إلى بلدته، و صعد يوسف أيضاً، من مدينة الناصرة بمنطقة الجليل إلى مدينة داود، المدعوة بيت لحم، بمنطقة اليهودية، لأنه كان من بيت داود وعشيرته ليتسجل هناك مع مريم المخطوبة له و هي حُبلى، و بينما كانا هناك تم زمانها لتلد، فولدت ابنها البكر ، ولفته بقماط ، و أنامته في مِزُود ، إذ لم يكن لهما متسع في المنزل” . في حين ذكر أريانوس و ترتليانوس أن ميلاد السيد المسيح كان في سنة 751 لبناء مدينة رومية (أي في سنة 3 ق . م) ، و إن كان البعض الآخر قد أشار إلى أن هذا الميلاد كان في سنة (7 ق . م) .

كما ذكر المقريزي في خططه، بأن ميلاد السيد المسيح ،كان في يوم الأربعاء الموافق
15 كانون الأول/19 كيهك من سنة 319 لتاريخ الإسكندر وإن كان السنكسار القبطي قد ذكر بأن الكنيسة القبطية ،تعيد بذكرى ميلاد السيد المسيح ،في التاسع والعشرين من شهر كهيك المبارك من سنة 5501 للعالم ، في حين أشار القس منسى يوحنا ،في كتابه تاريخ الكنيسة إلى أن هذا الميلاد كان في سنة 349 لبناء مدينة رومة، وأخيراً فإن بعض مؤرخي الكنيسة القبطية
قد أشاروا ،إلى ان ميلاد السيد المسيح، كان في يوم 25 كانون الأول / 28 كيهك، و خلاصة القول فإن ميلاد السيد المسيح، من المؤكد أنه قد تم قبل وفاة هيرودس،
والذي حدث في ربيع سنة 750 لبناء مدينة رومية (4 ق . م) لكي يتناسب ذلك مع ما ذكره التاريخ حول اضطهاد الإمبراطور هيرودس، و مطاردته للسيد المسيح، ذلك الاضطهاد الذي تمت على أثره رحلة هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر .
أما عن أحداث عملية ولادة السيد المسيح ، فقد وردت بالكتاب المقدس ،في عهده الجديد بما نصه ” كانت أمه مخطوبة ليوسف ، و قبل أن يجتمعا معاً، وجدت حُبلى من الروح القدس ، و إذا كان يوسف خطيبها باراً، ولم يرد أن يُشهّر بها قرر أن يتركها سراً ،وبينما كان يفكر في الأمر إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم له يقول يا يوسف بن داود لا تخف أن تأتي بمريم عروسك إلى بيتك، لأن الذي هي حُبلى به إنما هو من الروح القدس، فستلد ابناً و أنت تسميه يسوع، لأنه هو الذي يُخلّص شعبه من خطاياهم … و لما نهض يوسف من نومه فعل ما أمره به الملاك .. حيث أتى بعروسه إلى بيته ،ولكنه لم يدخل بها حتى ولدت ابناً فسماه يسوع … و بعدما ولد يسوع في بيت لحم الواقعة بمنطقة اليهودية،على عهد الملك هيرودس جاء إلى أورشليم بعض المجوس القادمين من الشرق ، يسألون أين هو المولود ملك اليهود ، فقد رأينا نجمه طالعاً في الشرق ، فجئنا لنسجد له ، و لما سمع هيرودس بذلك اضطرب و اضطربت معه أورشليم كلها ، فجمع إليه رؤساء كهنة اليهود وكتبتهم جميعاً ، واستفسر منهم أين يولد المسيح ، فأجابوه في بيت لحم ، فقد جاء في الكتاب على لسان النبي ، و أنت يا بيت لحم بأرض يهوذا لست صغيرة الشان أبداً بين حكام يهوذا ، لأنه منكي يطلع الحاكم الذي يرعى شعبي إسرائيل ، فاستدعى هيرودس المجوس سراً و تحقق منهم عن زمن ظهور النجم، ثم أرسلهم إلى بيت لحم ، ليبحثوا جيداً عن مكان الصبي ، و عندما تجدونه أخبروني ، لكي أذهب أنا أيضاً و أسجد له ، فلما سمعوا ما قاله الملك مضوا في سبيلهم،
و إذا بالنجم الذي سبق وأن رأوه في الشرق يتقدمهم ،حتى جاء و توقف فوق المكان الذي كان الصبي فيه ، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً شديداً ، و دخلوا البيت فوجدوا الصبي مع أمه مريم، فجثوا ، وسجدوا له ،ثم فتحوا كنوزهم، وقدموا له هداياهم، ذهباً و بخوراً و مراً ، ثم أُوحى إليهم في حلم ، ألا يرجعوا إلى هيرودس ،فانصرفوا في طريقهم إلى بلادهم… و كان في تلك المنطقة رعاة يبيتون في العراء ، يتناوبون حراسة قطيعهم في الليل ، و إذا ملاك من عند الرب، قد ظهر لهم .. فخافوا خوفاً شديداً ، فقال لهم الملاك ،لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يعم الشعب كله ، فقد ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح … و هذه هي العلامة لكم تجدون طفلاً ملفوفاً بقماط و نائماً في مزود … و لما انصرف الملاك عن الرعاة إلى السماء ،قال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب إذن إلى بيت لحم ، وننظر هذا الأمر الذي حدث، وقد أعلمنا به الرب ، و جاءوا مسرعين فوجدوا مريم و يوسف ، ثم الطفل نائماً في المزود ….

قد يعجبك ايضا
تعليقات