القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

وكأنهم يتغزلون في أرجل مارلين مونرو

533

بقلم السيد عيد
لم يواجه الحديث عن أرجل الدجاج أي صعوبة في اقتحامٍ مدوٍ لهدوء مكتبي عبر صيحات التهليل الفطرية التي صدحت بها حناجر المعهد القومي للتغذية عن فوائد أرجل الدجاج المكلوم بمصائب وهزائم شتى، كأنما وجدت البطون الجائعة المكلومة متنفسًا لجوعها ببهجة نصر ولو مزيفة، ولو في وجبة لا تغني ولا تسمن، إلى هنا كانت المصيبة مكررة هانت باعتيادها، فمنذ زمن سحيق ويعيش الكثير علي أرجل الدجاج وهياكلها فهو ليس بجديد .

صدق اولا تصدق
هل تصدق ونحن فى القرن الواحد والعشرين ان هناك من يعيش على أكل هياكل وأرجل الدجاج بعد أن أصبح اللحم بعيد المنال ؟!

“لما تتجول في السوق أو في الهايبر وتلاقي أرجل دجاج مجمدة بتتباع عادي ، لأننا نعلم أنها تباع لمن يربي الكلاب لكن لما تلاقي صحف ومراكز غذائية في ساعة واحدة، تتحدث عن فوائد أرجل الفراخ للإنسان وطرق طهيها،وكأننا امام برنامج من برامج الطبخ نشاهد الشيف شربيني علي قناة cbc سفرة وهو يطبخ وصفة تحفة برجلين الفراخ للدايت” وكما تخيلت هذا تمنيت في مخيلتي أن يستضيف رئيس المعهد القومي للتغذية ويحكي لنا عن طعمها وعن عدد المرات التي أكل فيها ارجل الدجاج .

فبدل الترويج للقيمة الغذائية العالية لأرجل الدجاج، انظروا كارثة كيف تحولت أرجل الفراخ وجبة ملايين الأسر، مع الأزمة الاقتصادية و تدمير صناعة الدواجن

أرجل الدجاج ليست بجديدة علي الفقراء ولكن الجديد البيانات الرسمية التى أصدرها المعهد القومي للتغذية، ووزارة الصحة حول فوائد أرجل الدجاج وكأن فوائدها المذهلة شيئ جديد واصبح حديث المدينة بل وأصبح الأمر أكثر مرارة عندما زاد البحث عنها عبر محرك البحث الشهير جوجل تخيلت أنهم يتغزلون في أرجل مارلين مونرو .

لم يجد المواطنون ردًا على هذا الحل الحكومي لأزمة ارتفاع الأسعار سوى استقباله بالسخرية على «السوشيال ميديا»
، فمن أين يأتون بأرجل الفراخ اذا كان الدجاج لم يعد موجود لزيادة أسعاره مثله مثل باقي السلع .

سوق لبيع أرجل وهياكل الدجاج
الحديث عن أرجل الدجاج وكونها طعامًا صحيًا للفقراء للتغلب على ارتفاع الأسعار، دفعني لكتابة هذا المقال،
فمع استمرار رفع الأسعار لجأت أسر عديدة إلى البحث عن حلول بديلة لتوفير الطعام لأفرادها، وكان شراء أرجل الدجاج أحد هذه الحلول التي انتشرت في أسواق عدة ولكن اذا كانت أرجل الدجاج البديل عن الدجاج فما البديل عن باقي السلع .

لا تقتصر عملية شراء الهياكل وأرجل الدجاج على العمال والحرفيين بل ان هناك بعضا من الموظفين يلجأون لشراءها
لأن مطالب المعيشة اصبحت صعبة جدا ومطلوب منهم ايجار ومصاريف الاكل والشرب ومصاريف المدارس اذا كان لديه اولاد علاوة على سداد فواتير النور والمياة والغاز .

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه.. الى متى يظل يعيش البؤساء فى الارض من الفقراء على الأرجل وهياكل الدجاج ؟!!.. سؤال نوجهه الى كل المسئولين وإلى من لديهم ضمير لا يزال حيا ؟!!!.

قد يعجبك ايضا
تعليقات