القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

شجوني مع البحار

109

بقلم _سامح بسيوني 

حكى لي البحر غريق ساكن في قاعه، فقد الإحساس بشعور برودة؛ وماتت معه الأحلام كشبكة فارغة من غير صيد فنفد الصبر وعزٌ الفراق.

  أحلم بعودة أحلامي التي غرقت في فيضانة وشطآنه.

  ناداني بحري بأن أنتشل أحلامي الغارقة تتمنى من ينتشلها ويمد يد العون لها ياله من أمنية بعيدة المنال!

    فكم من أشياءٕ غارقةٕ في بحارنا متمثلة في دنيا فانية شاردة الأفكار!  

  فأخذت شبكتي أبحث عن سعادتي في أعماق بحارك وظللت أقاوم تيارُا جارفَ الأمواج، وحنين يبعث بداخلي روح الحب والوئام.

  أجلس أمامك في سكون ليلٕ؛ يبعث في الآمال والأمنيات يالها من وحدة أعاني فيها الآلام!

  فحديثك يحرك أشجاني وأحزاني، ويبث في أعماقي ذكريات مليئة بالألام والأحزان.

  وما زلت أحرك سنارتي؛ لتخرج معها أحلامي وأشواقي وأمنياتي.

   تمر مراكب الصيادين وشباكهم من فوق صدرك، وهي تغني غناء الهداهد وأصوات القروش والحيتان.

   في قاعك أمنيات بعيدة وقرُى مليئة بالألام والأحزاني.

   في سفحك غرقى ماتت معهم أحلامهم في دنيا مليئة بالغرور والأوهام.

    بحري يخاطبني ما الذي أتى بك إلى هنا!؟

    قلت أبحث :عن ابتسامة ماتت في دنيا النفاق؛ أبحث عن حب، ووئام موصول بحبل الخيرات.

   أيها البحر الملئ بالآلي والمرجان اطفُ علينا بالخير والبركات.

   جئت أشكو إليك قسوة الإنسان وغربة في ديار لا تعرف إلا الهجران والنكران.

    جئت أرمِ فيك نفاقًا ملأ الديار والأوطان.

   أحب حديثك يا بحري؛ لأنك مستودع أفكاري وأسراري؛ فكنت في طفولتي أبث لك شيئُا من بساطتي وسذاجتي، حتي كبرت واشتد عودي وكثرت همومي وأحزاني فكنت الصديق في وحدتي وشجوني.

    وظهر من بعيد فجر يطل على بحري وأمواجه العالية المتلاطمة فنسمع خريرُا ملئ بالألحان.

  ويقول لي بحري تفائل فبعد كل ظلام يأتي نهار، وبعد اضطراب يأتي سكون وهدوء في الأمواج؛ فيخرج معها الخير والبركات.

  فتمنيت أن يعود النور بعد ظلام، وانبعث في نفسي أملًا بعد إشراقة شمس جديدة تشع على بحري أشعة ذهبية تملأ النفس بهجة ممزوجة بالحبور والأفراح.

  وسعدت تلك النفس وهي ترى مراكب الصيد تسير في يمٕ واسع الشطآن، وسمعت منهم أجمل الغناء الألحان؛ وهم ينتظرون في لهفة وشوق خروج الشبكة بالأسماك.

  ياله من أمل يحدب في نفس كثرت عليها الهموم والألام!

   فتمنيت وأنا أرى شباكهم قد انتصبت أن تخرج معها أحلامي وخيالي؛ لأرجع بها إلى أوطاني وانشر على الناس ما خرجت بها من حب ووئام وإخلاص.

  وأعيد للحياة ابتسامة غابت من زمان، وأحلم بهدوء وسكون في حياتنا المليئة بالصخاب.

  واستيقظت من أحلامي وخيالي على صوت حفيف الأشجار والعصافير تزقزق من فوقها تصدر أجمل الألحان ونسيم العليل يرسل بداخلي روح التفاؤل والإلهام.

  فهل من أمل يا ترى أن تعود أحلامنا الغارقة من بحر لجي مليء بالظلمات؟!

قد يعجبك ايضا
تعليقات