القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مولود جديد فى أسرتنا

164

كتبت رانده حسن
أختصاصى نفسي

تتعرض غالبية الأسر خصوصا التى لديها طفل أو طفلين إلى مولود جديد سواء صبى أو فتاة.
الكل فرحان ويهنىء الوالدين ويعطى الهدايا وكلمات الفرح والتهنئة الكثيرة والمكالمات الهاتفية التى لا تنقطع للاطمئنان على الأم والرضيع أو الرضيعة، واحتفال داخل المستشفى وداخل المنزل وشيء فى منتهى الجمال والسعادة .
فى ظل كل ذلك نجد حالة من القلق والتوتر النفسي والانفعالى والذهول من الطفل أو الطفلة الأولى نجد استغراب خاصة من الوالدين مشاعر الضيق والغضب الشديد وأحيانا يتمثل فى الرفض لهذا الكائن الغريب الذى استولى على اهتمام ماما وبابا وفرحة الكل و نسوا جميعا أني موجود .
لابد أن اشعرهم بأني موجود لابد من الاهتمام بي وحدى كما كنت سابقا، فنجد البكاء أو الصراخ العالي، و عدم الأكل، عدم الاقتراب من المولود الجديد، بل قد يصل الحال إلى ضربه وأحيانا كرهه، الرفض والاعتراض على الوالدين، تلتبول اللاارادى، وقد يحدث أحلاما مزعجة بالليل تؤدى به إلى الصراخ والخوف والارتعاش أحيانا، عدم الذهاب إلى المدرسة، ضرب الأصدقاء، العنف البدني واللفظي، شعور الطفل الأول قد يؤدي إلى كارثة حقيقية إذا لم يتم معالجة الأمر .
يجب على الوالدين إذا أرادا طفل آخر أن يمهدا الطريق للطفل الأول
بتوضيح أنه سيكون له أخ أو أخت سوف نحبه مثلك ونهتم به أيضا ولكن بما أنك الأخ أو الأخت لابد أن يكون لك دور فى المساعدة والاهتمام بالصغير الجديد، مناقشة كافة التفاصيل أمامه من الاسم، الأدوات الخاصة به الألعاب، كل ما يتعلق به.
وأيضا أهم شىء أن الطفل الكبير ومدرك بينما الرضيع لا يفهم شيئا هنا يجب على الكل أن يهتم أكثر بالكبير وشعوره أنه لازال وسيظل كما كان لا تغيير في المعاملة أو الأسلوب ولابد من جميع المحيطين أن يشعروا الطفل الأول أنه سيظل فى مكانته بل وأكثر لأنه ساعد وقدم الكثير للرضيع الذى لا يفهم أي شيء .
إن الأطفال في هذه المرحلة فى منتهى الحساسية والتوتر والخوف إحساسهم الداخلي بأن هناك من سيأخذ الحب والاهتمام والدلع واللعب والألعاب والكلمات الجميلة منه سيشعره تلقائيا إلى بغض وكره هذا الطفل .بينما إذا شعر بأن مكانته كما هى بل وأيضا يساهم ويشارك فى الحدث الجديد وهو من يتولى الكثير من شؤون الرضيع؛ يشعره بأهميته وأنه لازال فى مكانته ويتمتع بحنان وحب وصداقة والديه والمحيطين أيضا .
فإذا أحضر للرضيع هدية ما هنا يجب أيضا مراعاة الطفل الأول ولو بهدية رقيقة وبسيطة أيضا تشعره بأنه موجود وله أهميته وليس الاهتمام منصب فقط على الرضيع … يجب الاهتمام بالحالة النفسية للطفل الأول .. لأنه لا قدر الله ممكن أن يصيبه مكروه بسبب الغيرة وبسبب أن الوالدين والمحيطين تركوه وأهملوه وكل اهتمامهم بالطفل الجديد .

قد يعجبك ايضا
تعليقات