القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

دمياط عبر العصور والحروب 

173

وفاء خروبه 

 

لعب موقع دمياط منذ نشأتها دورا حربيا كبيرا فى تاريخ مصر،وبلغ أهمية دمياط الحربية أن اعتبرت “قفل بلاد مصر “

وكانت دمياط مدينة ذات أهمية خاصة قبل الفتح الإسلامي فقد كانت من أهم مدن مملكة الروم فقد كانت مدينة حصينة وفى أواخر الدولة البيزنطية تدل رويات الفتح العربى على أن دمياط كانت ذات أسوار وأبواب وقلاع وأبراج ومتينة الأسوار لا يسهل أقتحامها من البر أو البحر وقد ظلت أسوار دمياط وأبراجها وقلاعها ذات شهرة ذائعة الصيت 

وكانت دمياط بعد الفتح الإسلامى”ثغر جليل له سور وبه خمسة أبواب باب الجهاد أو (باب الحرس) باب القماحين باب النحاس باب الخطابين باب شطا وعلى السور حصون تسمى المحارس يسكنها الفقهاء والصالحون للمرابطة حيث كانت من ثغور المرابطة يخرج إليها المرابطون من كل جانب ولم تكن المرابطة مقصورة على الجند المكلفين والمطوعة بل كان والى مصر يخرج بنفسه للمرابطة فى بعض السنين يخصها بذلك لأهميتها 

ولقد تعرضت دمياط لمدة ثلاث قرون متوالية لغارات متفرقة من قبل الروم لمحاولة إستعادة مصر حيث منيت دمياط بأكبر عدد من تلك الهجمات من بين الشواطئ المصرية وكانت أعنف الهجمات على دمياط فى عهد الخليفة المتوكل عام ٨٥٣م ومما يدل على وجود سور وأبراج تحيط بدمياط فى تلك الفترة أخبار تلك الغارة تروى أن أبا جعفر بن الأكشف أحد قادة الجيش بدمياط كان مسجونا فى بعض أبرجة المدينة وبعد تلك الغارة

أمر الخليفة العباسى المتوكل والى مصر عنبسه بن اسحاق بإعادة بناء حصن دمياط فبدأ فى البناء فى ٥فبراير عام ٨٥٤م وكذلك قام المتوكل ببناء برجين دفاعيين عند بوغاز النيل على الجانبين الشرقى والغربى للنهر وقد قام جند دمياط وحاميتها وأهلها بمساعدة تحصينتها فى القرون الإسلامية الأولى بواجبهم فردو عن المدينة غزوات الروم ولقد أشار المؤرخون إلى بعضها فى السنوات ٧٠٩م/٧٣٩م/٨١٧م/٨٥٣م/٨٥٩م/٩١٩م/٩٢٧م/٩٦٨م 

وكانت آخر هجمات الروم بمساعدة الصليبيين فى تحالف مشترك عام ١١٦٩م فى نهاية حكم الفاطمين وأثناء تولى صلاح الدين الأيوبى وزارة مصر وتروى أحداث الحملة عن محاصرة الحليفان دمياط” برا وبحرا” حيث وصل الجيش البرى من طريق الفرما إلى دمياط ووصل بعده الأسطول البحر إلى بوغاز دمياط ولكن دمياط فى تلك الفترة كانت مدينة حصينة ذات أسوار وأبراج وكذلك وجود السلسل الحديدية الممتدة من الأبراج عند البوغاز وقد بدا بوضوح للحليفان إنه بدون مساعدة آلات ومعدات الحرب لايمكن الاستيلاء على المدينة وظل حصار دمياط لمدة شهرين ولم يستطيع الحليفان دخول دمياط من البر أو البحر بسبب قوة تحصيناتها وفشلت الحملة 

 وفى كتاب تاريخ ابو المكارم فى القرن الثانى عشر الميلادى فى الفترة من ١١١٦م وحتى ١٢٠٤م يتحدث على أن السور الذى على ثغر دمياط جدده الخليفة المتوكل وانه جدد السور وعلاه وأهتم به وان صلاح الدين الأيوبى قام بعد ذلك بحفر خندق حوله وعمره وأن له عدة أبواب وهم باب الجهاد باب النحاس باب القماحين باب الخطابين باب شطا 

وفى ١١٧٦م تواجد صلاح الدين فى دمياط لتفقد تحصيناتها الحربيةوفى ١١٨١م أمر بإصلاح سور دمياط واتقنت السلسلة🔗 بين البرجين وتم ترتيب المقاتلة على البرجين ويقول المقريزى أن نفقة البناء بلغت ألف ألف دينار وكان ذراع هذا السورأربعة آلاف وستمائة وثلاثون ذراعا كما شرع فى بناء برج جديد وفى عام ١١٩٢م تم حفر خندق دمياط خارج أسوأ المدينةوعمل جسر عند سلسلة البرج ويذكر المؤرخ أبوشامة والذى عاصر صلاح الدين أن برجا كان عاليا مبنيا بين دمياط والبر الغربى فى الوسط ومن ناحيته سلسلتان أحدهم على النيل الى دمياط والأخرى على النيل إلى البحيرة فتمنع كل سلسلة عبور المراكب من ناحيتها عند قتال العدو 

ولم تنقطع العناية بأسور دمياط فى عهد خلفاء صلاح الدين فيروى المؤرخون أن العزيز بن صلاح الدين عزم فى أكتوبر ١١٩٥ على نقض الأهرام ونقل حجارتها إلى سور دمياط فقيل له المئونة تعظم فى هدمه والفائدة تقل من حجرهم فنتقل رأيه من الهرمين إلى هرم صغير فشرع فى هدمه لكن المؤرخين لم يذكروا هل نقلت حجارته بالفعل إلى سور دمياط  

وفى عهد الملك العادل ١٢١٨م هاجم الصلبيين دمياط وكانت دمياط مدينة حصينة تحيط بها الأسوار والأبراج من كل جانب وكذلك الخندق المائى الذى انشئ فى أواخر عهد صلاح الدين ويقال انه كان يحميها ثلاث أسوار ٢٨ برج وكانت الأبراج والسلسل الحديدية عند بوغاز دمياط ما زالت قائمة وكانت تلك الأبراج والسلسل عند مدخل البوغاز هى مفتاح الوصول للمدينة وظلت تقاوم لمدة أربعة أشهر إلى أن سقطت في أيدى الصليبين ومات العادل عند سماع خبر سقوط الأبراج وبرغم الاستيلاء على الأبراج ظلت أسوار دمياط صامدة تحمى المدينة لمدة ١٦ شهر واثنين وعشرون يوما 

وفى حملة لويس التاسع ١١٤٩م يصف الفرنسيون أنفسهم دمياط بأنها مدينة مسورة حصينة قوية 

وفى بداية حكم المماليك بعد حملة لويس التاسع تم هدم وتخريب دمياط خوفا من أن يستغل الفرنج النزاع بين المماليك والأيوبين فى الأنقضاض على دمياط فاتفقوا على تخريبها وأرسلوا إليها فرقة من الحجارين والقلعة فوقع الهدم فى أسوارها يوم الاثنين الثامن عشر من شعبان ٦٤٨هجرية ومحيت آثارها وأسوارها وقلاعها ومنازلها وقصورها ولكن لم يتم هدم الأبراج عند البوغاز ويدل على ذلك أن بيبرس فى ١٢٥٩م قد أرسل المنصور أيبك واخاه وأمه إلى دمياط واعتقالهم فى برج السلسلة واستعادة دمياط مكانتها بعد ذلك حيث زار بيبرس دمياط فى ١٢٦٤م وأمر بالعناية بأبراجها وأسطولها 

وفى ١٣٢٥ زار ابن بطوطة دمياط بعد هدمها بنحو خمس وسبعين سنة وتحدث عن أبواب المدينة

وفى عهد السلطان الأشرف قايتباى زار دمياط مرتين للأشراف على شئونها الحربية وقام بتجديد السلسلة الحديدية فى مدخل دمياط 

وفى العصر العثمانى يروى الراحلة التركى أوليا جلبى الذى زار دمياط فى القرن السابع عشر عن أوصاف قلعة دمياط العتيقة ويقول هى بناء متين تقع عند التقاء النيل مع البحر الأبيض بناها السلطان سليم الأول ومحيطها خمسمائة خطوة وعلى جوانبها الأربعة بروج ولها باب يطل على الجنوب وفيها جامع وفيها مخازن للأسلحة ومدافع وخارجها فى الجانب الأيمن مدافع وهى قريبة من الشاطئ كما يروى عن القلعة الغربية المقابله للقلعة الشرقية ويقول عن القلعة الغربية تم بنائها فى عهد السلطان أحمد خان طواشى كما يتحدث عن مدينة دمياط بأنه لا وجود لسور محيط بدمياط من جهاتها الأربعة يوجد بها قلعة على شاطئ النيل تسمى قلعة صلاح الدين الأيوبى وفى طرفها رباط وداخلها بيوت خاربة ومخازن للغلال ومحاطة بسور منخفض ومحيطه مائة خطوة وكانت تلك القلعة فى مدينة دمياط نفسها وهى قلعة أخرى غير تلك القلاع الموجودة بمدخل بوغاز دمياط فى عزبة البرج ويتضح ذلك من وصفه الدقيق لباقى معالم دمياط فى سياق حديثه عن معالم ومساجد دمياط 

وأيضا روى الفرنسى الأب فانسلب الذى زار دمياط فى عام ١٦٧٢ فقال أول مايرى القادم من البحر إلى النيل عند مصاب دمياط على الجانب الشرقى قلعة قديمة مهدمة مربعة الشكل ذات أبراج أربعة مستديرة ونصف خربة وضع عليها بعض المدافع لحماية البوغاز وبها بعض الحراس من الغرب 

وفى عهد الحملة الفرنسية 

عنى الفرنسيون بتحيصن دمياط فأنشئوا قلعة بعزبة البرج وقلعتين على مدخل البوغاز شرقا وغربا وقد أقاموا تلك القلاع على انقاض الأبراج والقلاع القديمة 

وبعد ذلك قام أحمد عرابى باستخدام قلعة عزبة البرج وأهتم بتدعيمها وتحصينها فى ١٨٨٢م وتحصن بها الأميرالاى عبد العال حلمى للدفاع عنها اذا حاول الانجليز دخول دمياط من مصب النيل

قد يعجبك ايضا
تعليقات