القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الحوار الوطني حيادية وشفافية

106

بقلم دكتورة سلوى سليمان
عندما نتحدث عن الحوار الوطني لابد أن نتطرق إلى المقصود بالحوار، و الذي يعد في حد ذاته محادثات متبادلة بين فردين أو أكثر، ويعتبر احد التفاعلات الاجتماعية داخل مجموعة صغيرة أو كبيرة، ولكن وفق قواعد تنظيمية ومشاركات في أطراف الحوار، ويتم ذلك بكل تقدير واحترام بين جميع أفراد المجموعة المشاركة في الحوار.
وبالأحري لابد من توافر التعاون المثمر للوصول إلى قرارات وآراء واضحة ومحددة من أجل تحقيق أهداف الحوار أو من أجل الوصول لحل بعض المشكلات أو من أجل تطوير خطط محددة أو تنفيذ بعض المشاريع.

فالحوار هو وسيلة التواصل الوحيدة التي ساهمت في بناء الأفكار والمعتقدات وتبادلها، وهناك العديد من طرق الحوار الشائعة الاستخدام إلا أنها جميعا تهدف رغم تعددها إلى نشر الوعي وما يعود بالنفع على الإنسان.
وإذا كنا ننشد حل المشاكل فلابد أن يدار الحوار بطريقة عقلانية سليمة،ولن يحقق الحوار أهدافه من دون الاتفاق واذابة أي خلافات أو مشاحنات ويدعم ذلك الاستماع وطرح الأفكار والآراء بشكل يتسم بالود واللباقة وتقبل النقد بصدر رحب.

ويمكن اشتراك أطراف الحوار مع شخصيات عديدة من الجمهور من أجل التفكير أو التقدم أو تفادي بعض القصور أو من أجل تحسين العلاقات بين مختلف الأفراد أو تبادل الثقافات المختلفة أو لحل سوء الفهم لبعض الأفكار، وتتيح أبعاد الحوار لكل المشاركين استكشاف رؤى أو أفكار أو وجهات نظر جديدة وتبادلها، ولكن كيف تبدأ عملية الحوار؟

تبدأ عملية الحوار من خلال طرح عدة أسئلة أو من خلال طرح مشاكل لم يتم حلها بعد حتى يتم التفكير في حلول لحل هذه المشاكل، ويمكن أيضا التفكير في العديد من القرارات التي يجب اتخاذها، ومن الممكن أن يتم تصميم الحوار من أجل تحقيق أهداف الحوار المحددة مثل تطوير خطة أو اتخاذ قرارات والتعاون المشترك، وعادة ما يحدد المشاركون نتائج الحوار.
وهنا ما الآداب التي يجب الالتزام بها أثناء الحوار والتي تخلف الكثير من النتائج الإيجابية؟ نجد أولها النقاش والاستماع وطرح الأفكار والآراء بشكل ودي ولبق مع عدم التلفظ بالألفاظ غير اللائقة وتقبل آراء الآخرين بصدر رحب؛ مما يظهر رأي صاحبه ويحسن العلاقات بين المشاركين في الحوار.
ويعتبر الحوار الوطني من أول الطرق التي تمهد للوصول لحلول دقيقة وصحيحة للقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكائنة بين الدول، وما يعزز أهمية الحوار الوطني هو قيامه على مجموعة من الشخصيات الوطنية، وطرح هذه الشخصيات المهمة بعض الأفكار ، وهذه الأفكار تساعد بشكل كبير على التفاهم والتقدم والتطور في كافة المناحي الوطنية في الدولة أي أن الحوار الوطني هو البذرة التي تساعد على نمو التقدم في الدولة.
ونظرا لأهمية الحوار الوطني نجد أن جميع الدول بلا استثناء تعطيه اهتماما كبيرا، ولهذا لا يقتصر الحوار على الشخصيات الوطنية المهمة فقط بل هناك مشاركة لأفراد المجتمع في الحوار الوطني، كما أنه يتم تمثيل كل طبقة من طبقات المجتمع بشخص يكون ممثل عنها، حيث يقوم بطرح القضايا والأفكار والآراء المتعلقة بالطبقة المسؤولة عنها، وفي نهاية هذه المناقشات يتم الاتفاق على رأي واحد، ويتم التوصل لهذا الرأي بشفافية وحيادية، ولا يمكن أن يرتبط القرار الذي يتم اتخاذه بالنهاية بالمصالح الشخصية للأشخاص المشاركين في ابداء ارائهم.
وفي الأخير… الركيزة الأساسية في الحوار الوطني يجب أن تكون الحيادية، والشفافية دون التحيز لرأي أو فكر أو قضية فالهدف الرئيسى والأسمى صالح الدولة وتطويرها وتقدمها، فالكل لديه الاستحقاق الكامل كي يدلو بدلوه بكل إيجابية وموضوعية…

قد يعجبك ايضا
تعليقات