القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الابتلاء خير فاصبر واحتسب

159

كتب : سامى ابورجيلة

‏إن الله لا يبتليك بشيء إلا وبه خير لك حتى وإن ظننت غير ذلك ..
فلولا الابتلاء لكان يوسف عليه السلام مدللا في حضن أبيه
ولكنه مع البلاء صار عزيز مصر.. أفنحزن بعد هذا ؟!

كونوا على يقين أن هناك شيء ينتظركم بعد الصبر.. ليبهركم فينسيكم مرارة الألم .

ألم يقل ربكم ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
هذا فى الدنيا والآخرة ، وليست الآخرة فقط ، ولكن لابد من الابتلاء والاختبار ، كى نفرق الغث من الثمين
لذلك قال رب العزة ” الم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا ، وليعلمن الكاذبين ” .

والابتلاء سنة من سنن الله عز وجل ، واختبار منه سبحانه لعباده ، فقد قال تعالى ” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ، وأنكم الينا لاترجعون ، فتعالى الله الملك الحق ” .
لذلك ليعلم الجميع أن الابتلاء سنة ربانية ، أوجبها الله على جميع خلقه ، لذلك قال ” إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ” .
والابتلاء هو الكاشف لمعادن الخلق جميعهم ، أيصبروا ، أم يكفروا ، أيشكروا ، أم يجحدوا ، هل توغل الايمان فى قلبك ، أم أنك مؤمن بلسانك فقط ؟
فالجميع يبرهن عن شخصيته ، وعن مكنون ذاته فى وقت الابتلاء .
فالمؤمن كما قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ” أمره كله خير ، إن سره شئ شكر ، وإن ضره شئ صبر ” .
وقد بين رب العزة أن الابتلاء واقع لكل انسان ، وجار على جميع الخلق ، فقال ” ولنبلونكم بشئ من الخوف ، والجوع ، نقص من الأموال ، والأنفس ، والثمرات ، وبشر الصابرين”

والابتلاء له وجوه عدة غير التى نعرفها ، مثل مثلا ( فاجعة الموت ، ضياع مال ، ضياع ثمر ، قلة فى الرزق ، حادثة مؤلمة ) .
ولكن الابتلاء له وجوه عدة ربما لايعرفها البعض ، مثل :
ولد عاق ، ظلمك من أحد الناس ، أكل ميراثك ظلما وجورا وبهتانا ، رميك من وراء ظهرك بصفات سيئة ( الغيبة ) ، المكر عليك ، وبك ليوقعوك ويتشفوا فيك .
كل هذه إبتلاءات ، وإختبارات جميعنا من الممكن يتعرض اليها ، وهو لايعلم أن فى هذا خير له ، كى يفرق الصديق من العدو ، والغث من الثمين ، والصداقة الحقيقية من المزيفة .
لذلك علينا ان نستقبل أقدار الله بقلب راض ، ولسان شاكر ، ونعلم أن فى كل خير .

قد يعجبك ايضا
تعليقات