القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

التصالح مع العيوب

174
كتب _ علي البديوي
الكثير منا يقع في خطأ محاولة الوصول للكمال، فيعمد إلى التركيز على العيوب والأشياء التي تنقصه، وينسى الأمور التي يمتلكها ويتميز بها. وهنا تكون النتيجة شعور دائم بعدم الرضا وحياة مليئة بالقلق والتوتر.إنه لمن الواجب على أي إنسان سوي، أن يضع نفسه في مكانها الصحيح دون إفراط ولا تفريط، فلا يضع نفسه في مكان فوق ما تستحقه ولا في مكان تستحق أفضل منه. إن التصالح مع العيوب حالة راقية سامية من الشعور الداخلي يسهل الوصول إليها إذا ما أدرك الإنسان من أين أتى وإلى أين هو سائر.
فقد ناقش الدكتور ريتشارد كارلسون في كتابه”لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر ” ويتحدث في المجمل الكتاب حول وسائل بسيطة لمنع الأمور الصغيرة من السيطرة على حياتك.
وأضاف ريتشارد في كتابه: سواء كان العيب يتعلق بنا أمثال دولاب غير مرتب أو خدش بالسيارة ، انجاز غير كامل، أو بعيوب غيرنا مثل مظهر شخص ما أو سلوكه أو الطريقة التي يسلكها في حياته، فإن مجرد التركيز على العيب يبعدنا عن هدفنا الأساسي، حيث أن هذه الاستراتيجية لا تتعلق من قريب أو بعيد بالتوقف عن بذل قصارى جهدك ولكن تتعلق بكونك مفرط في التركيز على عيوب الحياة ، كما تتعلق بوجود طريقة أفضل لإنجاز الأمور..
إن حاجتك للوصول إلى الكمال تتعارض مع الرغبة الحقيقية في تحقيق السكينة الداخلية، وفي كل مرة تحاول الوصول لحالة أفضل مما أنت عليه، ستجد نفسك تخوض معركة شرسة، وبدلاً من الشعور بالرضا والقبول، تركز فقط على الخطأ بهدف إصلاحه، فتبتعد عن هدفك الحقيقي
لذلك أخرج نفسك من هذه الحالة، ولا تصرّ دائماً على بلوغ الكمال، وتقبل الأمور كما هي عليه الآن، وأشعر بالامتنان الدائم لما تمتلكه من مميزات، وما حققته من إنجازات. عندها فقط ستتمكن من الوصول لأهدافك الأسمى والأكبر، وعندما تتخلص من رغبتك الدائمة في الوصول إلى درجة الكمال، سوف تكتشف وجود الكمال في الكثير من جوانب حياتك بحد ذاتها.
قد يعجبك ايضا
تعليقات