القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الدماء النازفة والآثار المترتبة

104

كتب_فرج العادلي

 

سيدنا موسى _عليه السلام_ وهو كليمُ الله

قتل نفسًا مجرمةً من آل فرعون_لعنه الله، ولم يكن يقصد قتله، ومع ذلك أصُيبَ بالغمِ، والخوفِ الشديدين الرهيبين، ثم فتنه الله تعالى فتنةً شديدةً وأليمة..

ثم عاش سنوات يرعى الغنم في الصحراء القاحلة تحت ظل الشمس المحرقة على الرمال الملتهبة يُعاني الجوع والعطش، وكثرة العرق غالب يومه لمدة عشر سنوات متواصلات بعد أن كان يعيش في القصور الفارهه، والسرايات ذات الشُرُفات الشاهقات، حيث الحرير، والأنهار، والجنات المثمرات اليانعات، وحُرمَ من أمه وأبيه وأخته وأخيه، ووطنه الذي ولد وترعرع فيه،

كل ذلك من أجل قتلِ رجلٍ كافرٍ من غير قصد أبدًا، حتى وإن كان القاتلُ سيكون نبيًا رسولًا وكليمًا لربه فيما بعد أي أنه مصطفى ومباركٌ ومختارٌ، لكنَّ ذلك لم يشفع له ولم يمنعْ أثر أخطر جريمةٍ ترتكب على وجه كوكب البسيطة وهي قتل نفسٍ بريئة بغير حق.

قال تعالى: مخاطبًا موسى _عليه السلام_ ﴿ وقتلت نفسًا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا﴾

فكيف بمن يقتل عامدًا متعمدًا بغير حق؟!

لذلك قال أهل العلم: إن الكلام في الدماء أعجز العلماء والبُلغاء.

فإلى الحكماء في كل مكان أوقفوا الحروب والدماء من هنا ومن هناك، فالدماء ستكون لعنة علينا وعلى جميع البلاد والعباد، فنحن لم نستفق بعدُ من جائحة كورونا التي أرعبت الدنيا وأفنت كثيرًا من أهلها، ثم ها نحن نخوض حربًا تهدم بنيان الرب في كل مكان في الأشهر الحرم التي حُرم فيها القتال حتى قبل الإسلام، والله لن يتركنا.

ألا نتعظ ونرتدع !؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات