القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مسجد وقصر السلطان الناصر حسن

119

 

تقرير _ منار صبحي

منطقة مصر القديمة فى مدينة القاهرة والتى كانت بؤرة الحكم لفترة زمنية طويلة . وقد نالت اهتمام الحكام بشكل طاغى وكانت ملتقى الإبداع فى كل تفاصيل المنطقة ،فى تصميم مبانيها والشوارع الثرية بالمعالم الفريدة ،فتضم المساجد ذات التصميم المذهل والساحات الرائعة فبمجرد تواجدك فى هذه المنطقة ستشعر بانك دخلت إلى تاريخ مصر القديمة .

هو أحد المساجد الأثرية الشهيرة بمنطقة مصر القديمة يوصف بأنه دٌرة العمارة الإسلامية بالشرق ،ويعد أكثر الآثار الإسلامية تناسقاً وانسجاماً ، حيث يرجع تاريخه إلى عام ٧٥٧ هجرياً، أنشأه السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون خلال حقبة المماليك البحرية لمصر ويتكون البناء من مسجد و مدرسة كان يدرس فيها مذاهب الأئمة الأربعة (الشافعية و الحنفية و الملكية …. وغيرها مثل الأحاديث النبوية الشريفة وتفسير القرأن .
وقد أحتفل السلطان حسن بافتتاح مدرسته قبل إجراء باقى الأعمال التكميلية ، وصلى بها الجمعة و أنعم على البناءين و المهندسين وقد ظل اسم المهندس الفنان الذى أبدع هذا العمل مجهولاً قروناً طويلاً حتى كشف عنه الأستاذ “حسن عبدالوهاب ” وتوصل إليه وهو “محمد بن بيليك المحسنى” من خلال الكتابة الجصية الموجودة فى المدرسة الحنيفية . ولا يزال هذا الأثر الخالد يثير الدهشة و الإعجاب فى نفوس زائريه
يعتمد تخطيط مسجد السلطان حسن على التخطيط المتعامد ويتوسطه صحن مفتوح محاط بأربعة إيوانات ؛ كل منها مغطى بقبو .
وأعمق هذه الإيوانات هو ذلك الذى يقع فى اتجاه قبلة الصلاة ، ويضم المحراب و توجد فى وسط الصحن نافورة تعلوها قبة بنيت على ثمانية أعمدة .

يصف المستشرق الفرنسي ( جاستون فييت ) هذا الأثر الخالد بقوله : “هذا الجامع هو الوحيد بين جوامع القاهرة الذى يجمع بين قوة البناء وعظمته، ورقة الزخرفة وجمالها ، و أثره قوى فى نفوسنا ، إذ له خصائصه التى لا يشترك معه فيها غيره” .

يقول الكاتب “جومار” فى كتاب وصف مصر : “إنه من أجمل مبانى القاهرة و الإسلام ، و يستحق أن يكون فى الرتبة الأولى من مراتب العمارة العربية بفضل قبته العالية ، و أرتفاع مئذنتيه ، وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه “.

قد يعجبك ايضا
تعليقات