القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

سامية جمال …بدأت حياتها خادمة و ممرضة

99

نهاد عادل

اسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ، اسم الشهرة سامية جمال، وُلدت في 22 أغسطس عام 1924 في إحدى قرى محافظة بني سويف جنوب العاصمة المصرية القاهرة.
رحلت والدتها في سنٍ مبكرة، فتزوج والدها من امرأة أخرى، فعانت من إهمال الأب وقسوة زوج الأب، الأمر الذي دفعها لمغادرة منزل أسرتها والعيش مع شقيقتها المتزوجة، لتبدأ مرحلة جديدة من المعاناة.
كان زوج شقيقتها شخصًا قاسيًا، فاضطرت للعمل منذ أن كانت طفلة كعاملة في مصنع للملابس ثم كخادمة في المنازل؛ لتوفير المال للإنفاق على نفسها، وفي مراهقتها عملت كممرضة في إحدى المستشفيات.
تعرضت للطرد من قبل زوج شقيقتها وهي عمر الـ16، فانتقلت للعيش في شارع عماد الدين في وسط القاهرة، وكان الشارع يضم عشرات الكازينوهات والصالات والمسارح
والصدفة لعبت دور في حياتها الصدفة جمعتها بالراقصة بديعة مصابني التي اكتشفت فيها موهبة الرقص، فضمتها لرفقتها وبدأت العمل في الملهى الخاص بها، فكانت ترقص في الصفوف خلف الراقصة الأساسية.
حصلت الفنانة سامية جمال على أولى فرصها في كازينو الراقصة بديعة مصابني، حيث سمحت لها بالرقص منفردة بعد وقتٍ طويل كانت ترقص فيه وراء الراقصات الرئيسيات.
فشلت جمال في فرصتها الأولى، حيث وقفت على خشبة المسرح غير قادرة على الحركة بسبب الخوف والرهبة، الأمر الذي أغضب مصابني وبصعوبة شديدة منحتها الفرصة الثانية والأخيرة و في فرصتها الثانية تغلبت الفنانة سامية جمال على خوفها، وما إن وقفت على المسرح حتى خلعت حذائها ذو الكعب العالي، وبدأت بالرقصة بخفة ونعومة، ونجحت في استعراضها الأول الذي لُقبت بعده بالراقصة الحافية.
لفتت جمال أنظار المخرجين المترددين على كازينو بديعة مصابني، فشاركت كراقصة في عددٍ من الأفلام في بداية الأربعينات، ومنها أفلام: انتصار الشباب، ممنوع الحب، على مسرح الحياة، خفايا الدنيا، من فات قديمه، البؤساء، من الجاني، رصاصة في القلب، ابنتي، كازينو اللطافة، قـ.ـتلت ولدي، تاكسي-حنطور، الحب الأول، الجـ.ـنس اللطيف.
في أوائل السبعينات، قررت الفنانة سامية جمال اعتزال الرقص والتمثيل، بعد أن أصبحت على مشارف الـ50 من عمرها، استمر اعتزالها قرابة 10 أعوامٍ.
بعد الاعتزال، تعرضت جمال لضائقة مالية، اضطرتها لقبول عرضٍ للرقص في فرقة الفنان سمير صبري، وكانت تبلغ من العمر وقتذاك 60 عامًا، لكنها اعتزلت بعد ذلك، خاصةً بعد تكريمها في مهرجان “تولوز” بفرنسا، وكانت قد وفرت مبلغًا من المال يضمن لها حياة كريمة.
رحلت الفنانة سامية جمال عن عالمنا في 1 ديسمبر عام 1994، بسبب مضاعفات إصابتها بأنيميا حادة، احتاجت بسببها لعملية نقل دم، تحسنت بعدها حالتها لفترة بسيطة ثم تدهورت مرة أخرى.
شخص الأطباء إصابتها في المرة الثانية بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء وتم استئصال جزء منها، حيث رقدت في المستشفى لأيامٍ غارقة في غيبوبة قبل أن يُعلن الأطباء وفاتها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات