حسن عابدين…طرد من أمام قبر الرسول والشعراوي أثناه عن الاعتزال
نهاد عادل
الفنان حسن عابدين من مواليد 21 أكتوبر لعام 1931 بمحافظة بنى سويف وتعود أصول عائلته إلى شبه الجزيرة العربية للفنان حسن عابدين 14 أخا وكان ترتيبه الرابع بينهم، كما أقام والده صالونا سياسيا وثقافيا كل يوم خميس في القرية، لذلك نشأ “عابدين” من محبي الفن .
ظهرت براعته بالمرحلة الابتدائية في إتقانه اللغة العربية وفن الإلقاء، وشارك بالتمثيل في فرق المدرسة، وبعد حصوله على الثانوية العامة سعى للحصول علي وظيفة بمحكمة بنى سويف لم يستكمل دراسته الجامعية بسبب والده الذي خاف عليه من أن يلتحق بمعهد التمثيل، لذلك استمر في التنقل بين فرق التمثيل التابعة لقصور الثقافة.
و عندما أتم الفنان حسن عابدين عامه الـ 17 عامًا شبت “حرب 48 ” ولذلك سافر إلى فلسطين للمشاركة في المقاومة تحت قيادة البطل أحمد عبد العزيز وقتل مجموعة من الصهاينة ولكن تم أسره وحكم عليه بالإعدام هو والممثل إبراهيم الشامي لكن زملائهم نجحوا في تحريرهم.
وبعد ثورة 1952، انضم حسن عابدين للمسرح العسكري ثم عمل بفرقة يوسف وهبى وشارك في معظم المسرحيات التي قدمتها الفرقة في الخمسينيات، إلا أنه لم يتم تصويرها.
قدم الفنان حسن عابدين حملة إعلانية لإحدى شركات المياه الغازية ورغم نجاح تلك الحملة نجاحا باهرا إلي انه قرر رفض أي إعلانات أخري وخاصة بعدما تعرض لحملة من الانتقاد ويعد الفنان حسن عابدين ثاني فنان يقدم الإعلانات بعد عمر الشريف.
عندما كان يؤدي الفنان حسن عابدين مناسك العمرة، وقف يبكي ويدعو الله أمام قبر الرسول فشاهده الحرس وتعرفوا عليه لكنهم أبعدوه قائلين “إنه ممثل” هذا الموقف أثر كثيرا فيه لذلك قرر الاعتزال وكان وقتها يعرض له مسرحية ” عش المجانين”.
وحكي خالد حسن عابدين في إحدى اللقاءات السابقة أن لقاء أبيه بالشيخ الشعرواي كان نقطة فاصلة في عدول الفنان حسن عابدين عن قرار الاعتزال، حيث قال له الشعراوي:”لما أنت والناس الحلوة اللى بتتكلم عن المبادئ يسيبوا الفن أمال الناس تسمع لمين”ويذكر نجل الفنان حسن عابدين في تصريحات له أن والده ندم علي دوره في فيلم “درب الهوى” وأن المخرج حسام الدين مصطفى زاره فى البيت وجاء ومعه نسخة من الفيلم أعطاها لى قبل دخوله إلى والدي في غرفته الخاصة وبعد قليل سمعت صوت أبى عاليا ومنفعلا يقول للمخرج: «أنا استأمنتك وأنت غير أمين على مستقبلي الفني»، وطرده من البيت، وخرج أبى وأنا أشاهد الفيلم وطلب منى الشريط وكسره بيده من شدة الانفعال، وألقاه فى سلة المهملات وكانت آخر أعماله علي خشبة المسرح مسرحية ” بولوتيكا “، إخراج جلال الشرقاوي، وقام ببطولتها حسين الشربينى، ووحيد سيف، وفؤاد خليل.
توفى الفنان حسن عابدين في 6 نوفمبر عام 1989، عن عمر يناهز الـ 58 عام، بعد صراعه الطويل مع مرض سرطان الدم الذي لم يستطع أن يسلبه يوما ابتسامته التي اعتادنا عليها حتى أخر يوم وبعد أن قدم أكثر من 100 عملا ما بين التلفزيون والمسرح والسينما .