ملكات من التاريخ…… الملكة كليوباترا

كتبت_هبه حسان
ملكة مصرية اعتلت الحكم بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر، إذ كانت كليوباترا من الشخصيات المشهورة في التاريخ؛ وكانت نموذجاً للمرأة الفاتنة والرومانسية الجميلة في ذلك العصر، أمّا من الناحية التاريخية فقد كان لها أثر كبير في السياسة الرومانية في ظلّ ظروفها الحرجة التي كانت تمر بها، فقد حكمت مصر فور وفاة والدها مع شقيقها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر، خلال الفترة من 51 حتي 30 ق.م. وعرفت باسم كليوباترا السابعة تاريخياً, وأن أمها كليوباترا الخامسة، وقد كانت كليوباترا امرأة جميلة وفاتنة سحرت بشخصيتها الجذّابة العديد من الشخصيات المهمة في عصرها، بالإضافة لما كانت تتميّز به من صوت موسيقي جميل، وذكاء حاد وكانت كليوباترا من توليها العرش بجانب أخيها بطلميوس الثالث عشر رعناء محبة للحكم والسيطرة والتسلط. اعتمدت علي وسائل أخري بجانب جمالها في تحقيق طموحاتها ومنها تعلم لغات كثيرة منها المصرية والأرامية والعبرية والفارسية والأثيوبية والبارثية .
وأثناء الصراع مع أخيها علي العرش تزينت لمقابلة قيصر الذي وصل إلى مصر لمساعدتها على حل قضيتها مع أخيها، إذ استطاعت الوصول إلى القصر بتهريب نفسها داخل سجادة لتصل إلى غرفة نوم قيصر الذي كان يبلغ 52 عاما في حين هي كانت 21 عامًا وفتن بجمالها ، الأمر الذي أسفر عنه إعادة العرش لكليوباترا وشقيقها الأصغر بطليموس الرابع عشر، وأنجبت كليوباترا ابناً أطلقت عليه اسم قيصرون منه وبعد عام من عودة قيصر إلى روما، دعا كليوباترا لزيارته فوصلت إليه في خريف عام 46 ق.م، وقد عاشت كليوباترا في روما مدة عامين تقريباً في فيلا لقيصر حصلت خلالهما على العديد من الألقاب والهدايا بالإضافة إلى تمثالها الذي نصبه قيصر في معبد فينوس تمجيدا لها، مما أثار ثائرة زملاء قيصر نتيجة علاقته غير الشرعية بكليوبترا، حيث كان متزوجاً من إمرأة تدعى كالبورنيا, وكان قيصر يفكر بإصدار قانون يسمح له الزواج بكليوباترا وجعل ابنيهما وريثاً لحكمه, مما يمهد المر لها أن تصبح ملكة علي روما.
ولكن قتل قيصر في روما ،وبعد مقتله عادت كليوباترا إلي مصر وحلمها في التتويج كملكة تبخر, ولكن بعد الإنتصار الذي حقّقه مارك أنطونيوس في روما علي قتلة قيصر، استدعى كليوباترا إلى مدينة في طرسوس بتركيا فأبحرت كليوباترا في سفينة ،وقد إرتدت ثوباً لإيزيس وفُتن بسحر كليوباترا وأنجبت كليوباترا توأماً هما كليوباترا سيلين وأُطلق عليه القمر، وألكسندر هيليوس وأُطلق عليه الشمس، تجدّدت قصة العشق بين كليوباترا وأنطونيوس، أعلن أنطونيو أنّ قيصرون؛ ابن قيصر هو الوريث الشرعي للحكم وليس أغسطس ابن قيصر بالتبني، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب بينه وبين أغسطس الغاضب مما أسفر عنه إعلان أغسطس الحرب على كليوباترا بالتزامن مع قرار مجلس الشيوخ الروماني بتجريد أنطونيوس من جميع ألقابه, وبالفعل استطاع الإنتصار عليهما في معركة أكتيوم عام 30 ق.م.
وفاة كليوباترا تُظهر الروايات التاريخية تفصيلاً حول موت كليوباترا، فبعد خسارة أنطونيوس في معركة أكتيوم أمام قوات أغسطس انتحر أنطونيوس وتبعته كليوباترا بلدغة ثعبان حملته ودفعته للدغها على أنّ أغسطس هو من قتل كليوباترا وابنها كجزء من خطته للاستيلاء على الإمبراطورية بأكملها. وقد تمّ العثور على معلومات حول إنتحار كليوباترا في ملف موجود في المعبد، على الرغم من احتوائه على أخطاء فقد أعتقد بعض الأفراد بذلك بعد ما ظهر في المعبد من نحت لإيزيس وهو محاط بثعبان، حيث اعتقدوا بأنّ كليوباترا هي النسخة الحية لإيزيس وهو ما يدل على مصيرها، وكفرضية أخيرة أشارت إليها بعض الدراسات الحديثة أوضحت أنّ سبب موت كليوباترا جاء نتيجة لتعاطي بعض المواد المخدّرة السامة، وذلك وفقاً لبعض المؤرخين ما جعلها محوراً للعديد من أعمال الكتّاب والفنانين الأدبية التي تصف حياتها وملامح شخصيتها الفريدة، ومن هذه المؤلفات: كليوباترا من تأليف الكاتب إميل فريدريك …أنطونيو وكليوباترا من تأليف ويليام شكسبير.
تعرضت للهجوم من قبل الكتاب الرومان, كان المؤرخ شيشرون أول من أشار ألي اهداف وطموح الملكة ,ايضا هاجمها الشاعر اللاتيني بروبرتيوس هي وانطونيوس بقوله طالبت المرأة المتبذلة زوجها الفاسق باسورا روما وإخضاع مجلس السناتو لها مقابل زواجها منه. لقد كانت هناك حملة تشهير ضدها من الكتاب الرومان, وهنا نجد العالم إبراهيم نصحي يرد فيقول: أن من الإنصاف ان نقر أن كليوباترا كانت أذكي وأجل مما صورها خصومها ويقول ايدرس بل : مهما قيل عن زلاتها الأخلاقية فقد كانت إمرأة ذات عبقرية فذة جديرة أن تهابها روما كخصم.