القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قصة حبيب النجار رضي الله عنه

87

كتبت _ نهال يونس 

 

أراد سيدنا ( عيسى ) عليه السلام أن يدعوا الناس وينشر دين التوحيد وعبادة الله الذي لاشريك له خارج فلسطين ، فأرسل اثنان من حواريه إلى انطاكية وهي مدينة تقع في شمال بلاد الشام ، اتجه الرسولان ( صادق وصدوق ) الى شمال الشام وصعدوا الجبال المرتفعة وعبروا من خلال السهول الخضراء وتحملوا عناء السفر وهم يشعرون بالرضا لأنهم ينفذوا أوامر الله عزوجل وأوامر نبيهم عيسي عليه السلام

وحين وصلوا الى أنطاكية وجدوا رجلاً مسكين يُدعى حبيب النجار يقوم برعي الأغنام ويصيبه مرض جلدي شديد يسمي الجذام وذلك المرض شوه جسده ووجهه واعتزل الناس واتجه نحو كهف بعيد وسكن به وأخذ يعبد صنماً وجعله إله له وأخذ يدعوه ويرجوا منه أن يعافيه ويشفيه من مرضه .

واستمر حبيب الكثير من الأعوام يعبد الصنم ويدعوه ولكن دون فائدة ..فكيف لصنم مصنوع من الحجر أن يسمعه ويستجيب لدعاءه ؟ ذهب صادق وصدوق إلي حبيب النجار وألقي عليه التحية فرد عليهم التحية وطلب منهم الجلوس معه وقام وحلب غنمته وقدم إليهم الحليب فأخذوا منه الحليب وسموا باسم الله وحين انتهوا قالوا الحمد لله فتعجب حبيب من حديثهم وسألهم عن الآله الذي يشكرانه ، فأجابة صادق بصدق وتقوي إنه الله خالق البشر وخالق السموات والأرض وخالق كل شيء ، فقال حبيب وهل يوجد علامة تدل علي وجود ذلك الإله ؟ فأجاب صادق نعم وانني سأدعو الله بأن يعافيك من المرض الذي يصيبك

شعر حبيب بالفرح وسأل صادق في تعجب أيستطيع ربكما أن يشفيني من هذا المرض ؟ وهل يستطيع أن يعيد لي جلدي كما كان ؟ إذا كان ربكما يستطيع شفائي أوعدكم أن أؤمن به ولا أشرك به ، فمسح صادق علي جلد خبيب وأخذ يدعوا الله بصدق بأن يشفي حبيب ولم تمر ساعة إلا وذهب المرض عنه وعن جسده وعاد حسن المنظر فنظر حبيب إلي نفسه وكاد أن لا يصدق ماحدث معه وشعر بالفرح لشفاءه وقال أشهد بأن لا إله إلا الله وأشهد بأن الله قادر علي كل شيء وأخذ صنمه الذي عبده ودعاه سنوات طويلة وحطمه .

تابع الداعيان صادق وصدوق طريقهما ليتموا المهمة التي جاءوا من أجلها وكان في هذه المدينة ملك طاغي وظالم وحين سمع عنهم وعن دينهم الذي يدعوان الناس إليه غضب عليهم ولم يستمع لهم ولم يتأثر بما يقولون وما يفعلون من قدرتهم علي شفاء المرضي بأمر من الله وقرر أن يقتلهم

وعلم عيسى عليه السلام بما قرر الملك الظالم وأرسل إليه رسولاً ثالثاً يدعي ( شمعون ) ليساعد أصحابه في دعوة الملك ولكن الملك رفض ولم يتراجع عن كفره وضلاله كماذكر في القرآن الكريم ( إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)

سمع حبيب النجار بما قرر الملك فعله مع الرسل ورجع إلي المدينة ليدافع عن الرسل الذين هم سبب في شفاءه والذي هو يتبع دينهم دين التوحيد ودخل إلي الملك وكان معه جمع كبير من الناس ، فقال له ياقوم جميعكم تعلمون مرضي وتعلموا بأنني عبدت الأصنام سنوات طويلة ولكنها لم تشفيني من مرضي وقد شفاني رب هؤلاء الرسل .

فلماذا تريدون قتلهم وهم لا يطلبوا منكم شيئاً ولم يطلبوا أجراً فأسمعوا مني وأتبعوا هؤلاء الرسل واتبعوا دينهم ، وحين سمع الملك كلام حبيب النجار فأشار إلي رجاله بقتله فهجموا عليه وقتلوه وقتلوا الرسل الثلاثة وأزهقوا ارواحهم فأرسل الله عزوجل جبريل عليه السلام وأمره أن يصيح صيحة واحدة صعقت الملك ورجاله وجعلهم عبرة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات