القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

السيد عيد يكتب متى ترحل مدام عفاف وترحمنا من الروتين 

144

 

كتب _ السيد عيد 

داخل مبنى قديم بحوائط متهالكة، وسقف مرتفع بنقوش عفا عليها الزمن

، وسلالم تقاوم الأتربة وغبار الزمن. حينما تصعد الى الدور الرابع ، وتدخل إلى إحدى الحجرات ، ستجد مدام عفاف في كل مصلحة حكومية ستجد مدام عفاف، وإن تغير اسمها 

جالسة على مكتبها وعليه الكثير من الملفات والأوراق والسجلات وسندوتشات الفول،والبصل الأخضر ودرج موارب قليلا.

تبدأ رحلة معاناة المواطن البسيط لإنهاء إجراءات استخراج أوراقه داخل المؤسسات الحكومية بعدة مراحل، يمر خلالها بطابور طويل بعدها يقوده حظه العثر ليجد نفسه أمام مدام عفاف التى لم ترتشف رشفة واحدة من كوب الشاى الذى أمامها 

تتفنن فى تعطيل المراكب السائرة فترسله لأم فوزى ليأتى بطابع دمغة، ومن مكتب لمكتب ومن موظف لموظف ومن دور لدور وما كان من المواطن إلا أن يصبر ويأخذ أجر الصابرين 

ولكن لولا أن المواطن فى عجلة

من أمره لما قام بتعطيلها عن تقميع البامية وتقوير الكوسة فنادى عليها حتى صرخت فى وجهه نعم أفندم وقبل أن يكمل لها طلبه حتى قالت فوت علينا بكرة وكأنها على صلة قرابة بالموظف صاحب الجملة الشهيرة التي أصبحت أكلاشيه أو إسطوانة للتعبير عن الموظف الحكومي المتعنت بإجراءات الروتين والبيروقراطية ولكن كيف وقد أصبحنا فى عصر التقدم الذى يشهده العالم حاليا وتوافر الانترنت الذى جعل من العالم غرفة وصالة يسهل علينا التواصل فيها ولكننا مازلنا نعاني من الكسل الذى أصبحَ شيمة أغلب الموظفين المتواكلين على الله داعين إياه رزقًا لم يسعوا إليه

نعانى من التأخر الرهيب من بعض المصالح الحكومية وبعض النقابات التى أصبحت غير مكترسة إلا بمصالح أعضاءها الشخصية،

نعانى من مدام عفاف ونتمنى أن تذهب وتأخذ معها هذا الروتين والجمل الحارقة للدم والأعصاب فوت علينا بكرة ياسيد، فين الشاى والاكرامية 

متى يستيقظ المسئولين من ثبات نومهم العميق ويرحموا المواطن المسكين من الروتين والبيروقراطية.. متى ترحل مدام عفاف اللى فى الدور الرابع.

قد يعجبك ايضا
تعليقات