القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

غرفة العمليات والتخدير

109

كتبت/ سالي جابر
هل تعلم….؟!
أن هناك أُناس يستيقظون أثناء العمليات الجراحية، رغم تناولهم الجرعة الكافية من البنج الكلي، وأن التخدير ليس قديمًا قدم الزمن، إنما كان بأدوات بسيطة لتخدير موضعي أثناء الجراحة.
لم أكن طبيبة، بينما أنا مررت بتجربة مع البنج جعلتني أتساءل عنه، ولهذا سألت بعض الأطباء وقرأت الكثير حتى أجد إجابة عن تساؤلي هذا، وكان السؤال خاص بتجربتي الشخصية داخل غرفة العمليات، خاصة خوفي الشديد لأنني أتناول المشروبات التي تحتوي على مواد منبهه بشراهة.
والسؤال هو: لماذا قام الطبيب بتغطية وجهي أثناء الجراحة، رغم أخذي كمية البنج اللازمة لجراحة مدتها خمسة عشر دقيقة؟!
ثم علمت أن التخدير كان في السابق تخدير موضعي، وأن التخدير لا يفقد المريض وعيه فحسب، بل إنه أيضًا يعمل على إرخاء العضلات، ولم تكن حقنة البنج بمفردها القادرة على ذلك، بل أن جهاز التنفس الذي يُوضع على فم المريض يتصاعد منه الأبخرة التي تساعد على إبقاء المريض نائمًا.
يتألف التخدير العام من عدة عقاقير وهي: المخدر ليجعل المريض ينام من دون تخزين أي ذكريات في المخ، والثاني المرخي لإرخاء العضلات حيث يشل العضلات الهيكلية، والثالث المسكنات لمنع انتقال أي نبض عصبي مؤلم.
لابد أن تحتوي جرعة التخدير على نسب دقيقة من هذه المواد، وإن لم تكن النسب دقيقة كانت العملية الجراحية كابوسًا للمريض.
لو كانت جرعة المسكن كافية بينما جرعة المخدر والمرخي قليلة فإن الطبيب يلاحظ ذلك ويعطيه الجرعة الناقصة، أما لو كانت جرعة المسكن والمرخي جيدة لكن جرعة المخدر قليلة؛ يستيقظ المريض لكنه لا يشعر بأي ألم ولم يلاحظ ذلك الأطباء، بينما ما يسبب معاناة جسيمة ويدخل المريض في حالة من التوتر والاضطراب العقلي والأرق والكوابيس بعد العملية مما يجعله يفكر في الانتحار لما رآه من عذاب؛ هو تناول المريض كمية كافية من المريخ وجرعة قليلة من المخدر والمسكن، فهو لا يتحرك بينما يسمع ويرى ويتألم .
ففي عام 1998 أستيقظت كارول فاير خلال عملية جراحية في عينيها،. ولم  يلاحظ الأطباء ذلك، وكانت أشهر في كل لحظة بآلام وعذاب لا يُحتمل.

وأستيقظت جون كرواسون والمشرط شق جسدها، كانت أشعر بألم رهيب لكنها لم تستطع الحركة، تمنت الموت وبالفعل توقف قلبها بعد خمسة عشر دقيقة، لكن الأطباء تمكنوا من إنعاشها.
وذكر الأطباء عن وجود ما يطلق عليه( بيس) وهي لاصقة توضع على جبهة المريض وتنقل ما يجرى في الدماغ من نشاط إلى جهاز يستطيع الطبيب من خلال النشاط فيه أن يعرف إذا كان المريض يغط في نوم عميق أن أنه مستيقظ.
ولابد أن نذكر أن الاستيقاظ تحت مشرك العملية نسبته ضئيلة جدًا تكاد لا تتجاوز 0,008٪ إلى 0,2٪ من جميع العمليات الجراحية، ونحو 80٪ من هذه الحالات لا يتذكر فيها المريض ما حدث له.
وهناك ضرورات لابد لطبيب التخدير التعرف عليها قبل تحديد نوع التخدير وكميته مثل:
• هل سبق للمريض الخضوع لعملية جراحية؟
• ‏هل واجه مشاكل أثناء التخدير؟
• ‏هل يدخن أو يتناول كحوليات أو مواد مهدئة أو منبهات؟
فإن بعض الأدوية تعمل على تكسير التخدير داخل جسم المريض، ويظل طبيب التخدير مع المريض يراقبه إلى أن تنتهى الجراحة، قد حدث لمريض أنه فاق تحت مشرط الطبيب حينما كان يقوم بعملية في قدمه،فقام بتحريك أصابع  قدمه، ونبهت الممرضة الطبيب إلا أنه قال: إن ذلك ردة فعل للعقل اللاواعي، والمريض لم يستيقظ.

هناك بعض الأشخاص يخافون من وخز الحقنة، فكيف لهم عبور باب غرفة العمليات! ولهذا فتردد على ذهني سؤال هام؛ الخوف والقلق يرفع من ضغط الدم ويزيد من نبضات القلب، ماذا يفعل الطبيب لتهدئة المريض الذي يخاف من التخدير أكثر من خوفه من العملية نفسها؟
وإذا كنت قرأت وبحثت من أجل إجابة. عن سؤال خاص بخضوعي لمشرط الطبيب، فإنني لم أكن خائفة من التخدير أو العملية، ولم أتذكر شيئًا خلال جراحة أستمرت ثلاث ساعات، ولا الجراحة الأخرى التي أستمرت خمسة عشر دقيقة، وتناولت مسكنات كافية لتخفيف الألم، وربما عرفت الإجابة عن السؤال في بداية المقال.

قد يعجبك ايضا
تعليقات