كيف يمكن أن تقتل أُم طفلها الرضيع ؟

مستشارك القانونى
بقلم د. أسعد محمد الجوادى

أثناء تواجدي في إحدى محاكم الجنايات شاهدت أُم تبكي بين حديد القضبان ، وحدث ماحدث علمت أنها مرتكبة لجريمة قتل ابنها الرضيع وتُحاكمها المحكمة عن جريمة قتل عمداً .
فتعجبت لأن حب الطفل لدى الأم أمر مفترض ابني الحبيب حملتك في أحشائي تسعة أشهر ورغم تعب الحمل وآلام الولادة إلا أنك كنت قطعة مني وأكثر الأشخاص قرباً لقلبي ، فسار لي التساؤل ” كيف يمكن أن تقتل أم طفلها الرضيع ”

ترتكب جريمة قتل المواليد بأى صورة من صور القتل سواء كانت إيجابية أم سلبية .
تحدث هذه الجريمة في معظم أنحاء العالم وبين كافة الأوساط الاجتماعية ، سواء كانت أوساط فطرية أو أوساط رفيعة الثقافة .
وأحياناً تحدث هذه الجريمة بعد الفشل في إحداث الإجهاض للحامل سفاحاً .
ولا يوجد بالقانون المصري تشريع خاص لجريمة قتل الطفل حديث الولادة حيث يعتبر القانون المصري هذه الجريمة مساوية لجريمة قتل البالغ ، ولا يفرق القانون المصري بين قتل الوليد عن طريق الأم أو عن طريق أى شخص أخر .

وترجع أسباب قتل المواليد حديثي الولادة إلى عدة أسباب منها .
1/ التخلص من المولود الناتج عن حمل السفاح .
2/ انتقاء جنس المولود .
3/الاعتقاد بالمولد الشرير .
4 / التمييز الطبقي .
5/ القتل الرحيم للأطفال .
6/ القتل نتيجة المرض النفسي .
7/ اكتئاب بعد الولادة .
تظهر هذه القصص أن اكتئاب ما بعد الولادة غالباً لا يتم تشخيصه أو علاجه في الوقت المناسب ، وللأسف غالباً يدرك الأقارب ، والأصدقاء هذه المشاكل بعد فوت الأوان .
يقول أخصائيون علم الجريمة في روسيا ، إن ٨٠ في المائة من النساء ذهبت إلي الطبيب قبل قتل أطفالهم بسبب الصداع أو الأرق أو الحيض غير المنتظم .
وأن حوالي ٨٠ ٪ من السيدات تعاني من تغيرات مزاجية طفيفة بعد الولادة ومن ١٠ ٪ إلى ٢٠٪ من السيدات تعاني من اكتئاب بعد الولادة .

دور الأب…
يمكن للأب فعل الكثير لتخفيف حزن الأم بعد الولادة:
أولاً : يجب أن يشجّع زوجته من خلال كلمات نابعة من قلبه وغير مصطنعة.
ثانياً : يجب أن يدفع زوجته لتتكلم عن مخاوفها وقلقها . فمناقشة الأمور الحياتية وتبادل الحديث بين الزوج والزوجة وتفهمه لمشاعرها ، قد يزيل عبئاً كبيراً عن قلبها . كما أن تحدث الزوجة مع الطبيب المختص أو مع أحد الأقارب أو الأصدقاء بوجود زوجها يخفف من آلامها النفسية . وإذا استمر هذا الإكتئاب من المهم استشارة طبيب نفسي وأخصائي نفسي .

وبناء على ذلك فإننا نناشد المشرع المصري إيجاد حل عبارة عن نظام تشريعي خاص يفرق فيه القانون المصري بين قتل الوليد عن طريق الأم ، أو عن طريق شخص آخر .