القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

رجل من أبطال حرب أكتوبر “صائد الدبابات”

139

كتبه: نادرة سمير
هو الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي عطية شرف، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وصاحب الرقم القياسي العالمي في عدد الدبابات التي دمرها إذ بلغ مجموع ما دمره 27 دبابة متفوقًا بذلك على زميله الأشهر عبد العاطي الذي دمر 23 دبابة فقط، وهو أيضًا الذي دمر بصاروخه دبابة العقيد الإسرائيلي عساف ياجوري قائد لواء الدبابات الإسرائيلي الشهير؛ ولذلك أطلق عليه لقب صائد الدبابات، وهو أشهر الذين حصلوا علي نجمة سيناء من الطبقة الثانية
التحق بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969 بعد أن أنهى دراسته، وكان قدره أن يتم تجنيده
في وقت كانت فيه البلاد تقوم بالتعبئة الشاملة استعدادًا لمعركة التحرير لتمحو بها عار هزيمة 1967م.
في البداية انضم لسلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، ليبدأ مرحلة جديدة من أسعد مراحل عمره بالتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد في الصاروخ “فهد” الذي كان وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات التي وصلت للجيش المصري، وكان يصل مداه إلى 3 كيلومترات، وكان له قوة تدميرية هائلة، هذا الصاروخ كان يحتاج إلى نوعية خاصة من الجنود، قلما تجدها من حيث المؤهلات ومدى الاستعداد والحساسية وقوة التحمل والأعصاب؛ نظرًا لما تتطلبه عملية توجيه الصاروخ من سرعة بديهة وحساسية تعطي الضارب قدرة على التحكم منذ لحظة إطلاقه وحتى وصوله إلى الهدف بعد زمن محدود للغاية؛ لذلك كانت الاختبارات تتم بصورة شاقة ومكثفة.
انتقل الجندي عبد العاطي قبل الانتهاء من مرحلة التدريب النهائية إلى الكيلو 26 بطريق السويس، لعمل أول تجربة رماية من هذا النوع من الصواريخ في الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة، واستطاع تدمير أول هدف حقيقي بهذا النوع من الصواريخ على الأرض.
تم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، التي كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قادة الجيش المصري بعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.
يوم 8 أكتوبر عام 1973م قامت القوات المدرعة الإسرائيلية بهجوم مضاد علي رأس كوبرى الفرقة الثانية المشاة بقوة لواء مدرع هو اللواء 190 الإسرائيلي والذى كان يقوده العقيد عساف ياجورى وكان عدد دبابات هذا اللواء تتراوح ما بين 75 إلي 100 دبابة وكان قرار قائد الفرقة الثانية المشاة العميد آنذاك حسن أبو سعدة يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها بإختراق الموقع الدفاعى الأمامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من شاطئ القناة وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا وعلى مسئوليته الشخصية ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح الباهر لخطته حيث إندفعت الدبابات الإسرائيلية لإختراق مواقع أبو سعدة فى إتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية إزداد أمل الجنرال إبراهام آدان قائد الفرقة التى يتبعها هذا اللواء المدرع فى النجاح إلا أن القوة المهاجمة فوجئت بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد من عدد 6 أسلحة مضادة للدبابات تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية وكانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة بإندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم وأصيبت دبابته بصاروخ مالوتكا أطلقه البطل محمد المصرى فأصابه الذعر كما أنه دمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتل ولم يكن أمامه إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للإختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسرعلي يد رجال الفرقة الثانية المشاة وظلت هذه الدبابة المدمرة فى أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب .
وقد طلب العقيد الإسرائيلي عساف ياجوري قائد لواء الدبابات الإسرائيلي الشهير بعد أسره على يد أبطال الجيش المصري أن يرى الجندي الذي دمر دبابته، ويُذكر أن عساف عندما شاهد البطل المصري محمد المصري، وقام وأعطاه التحية العسكرية، مؤكدًا هذا على عظمة رجال الجيش المصري، خير أجناد الأرض.

قد يعجبك ايضا
تعليقات