القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الدكرورى يكتب عن السلام مع النفس والكون ” الجزء الأول “

95

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

إن نعمة الأمن والأمان التي تتمتع بها أى دولة أو أى أمة من الأمم هي ثمار رؤية قيادة حكيمة وضعت كرامة الإنسان وسعادته وأمنه على رأس أولوياتها، الشيء الذي جعل تلك الدولة أو الأمة أكثر أمنا واستقرارا وتمكن الدوله شعبها من مواصلة مسيرته التنموية نحو التقدم والازدهار، وإن السلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصراع والخصام فقط، إنما يمكن أن يتطلب تأسيس حزمة من المفردات، والقيم، والمواقف، والعادات التي ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات المتعددة، ونبذ ثقافة القوة واستخدامها، وإكراه الشعوب لخوض خيارات ضد إرادتهم.

وقيل عن السلام مقولة “عش ودع غيرك يعيش” وقد قصد بذلك أن السلام يجب أن يُمنح للشعب حتى يتسنى الحصول عليه كحالة عامة، وبما أن السلام هو نعمة للبشرية، فإن العنف والحروب لعنة، ولما كان السلام هو المحبة والتعايش، فالحروب هي العداء والتفرقة، وإن السلام هو تحية الإسلام الخالدة، وقد قال الإمام النووي رحمه الله أن معنى السلام هو اسم الله تعالى، فقوله السلام عليك أي اسم السلام عليك، ومعناه اسم الله عليك أي أنت في حفظه، كما يقال الله معك، والله يصحبك، وقيل السلام بمعنى السلامة أي السلامة ملازمة لك، وإن السلام من أسماء الله الحسنى، حيث قال الله تعالى فى سورة الحشر

“هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون” وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضعه الله في الأرض فأفشوا السلام بينكم” وعن عبدالله بن مسعود قال إن السلام اسم من أسماء الله، وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، إن الرجل إذا سلم على القوم فردوا عليه، كانت له عليهم فضل درجة لأنه ذكرهم السلام، وإن لم يُرد عليه، رد عليه من هو خير منه وأطيب” يعنى الملائكة، رواه البخارى، وإن السلام تحية رضيها الله لعباده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، 

ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يحيونك، تحيتك وتحية ذريتك، فقال السلام عليكم، فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنةَ على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن” رواه البخاري ومسلم، وأن السلام هو تحية أهل الجنة، حيث قال الله تعالى فى سورة الرعد ” جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار” وإن اليهود يحسدون المسلمين على السلام، فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين” رواه احمد. وإن إلقاء السلام من حقوق المسلم على أخيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “حق المسلم على المسلم خمس، رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس” رواه البخاري ومسلم، ويعرف السلام فى اللغة بأنه الصلح، والعافية، والتسليم، والسلامة، بينما يعرف السلام اصطلاحا بأنه الاستقرار الذي يسود المجتمع، وتسعى إليه المجموعات البشرية أو الدول، لتحقيق الانسجام ونبذ العداوة، فالتعريف هنا يشمل حالةً إيجابيةً مرغوبة لتحقيق العدل والقضاء على الاستغلال، بعد أن كان المفهوم يقتصر على معناه السلبي الذي يربط عملية السلام بغياب الاضطرابات وأعمال العنف.

قد يعجبك ايضا
تعليقات