القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

محمد ناصر الزبيدي تجربة أولى ومتفردة في تاريخ النحت العراقي

89

كل عمل من الأعمال النحتية الأربع للنحات العراقي محمد ناصر الزبيدي يتكون من ثلاث متون جسدية مستقلة عن بعضها لتؤلف في النهاية عملاً متكاملاً يُكمل مبتداه منتهاه ليس بالتماثل والتطابق في الإطار العام لجسد كل منحوتة على حدة بل بتآزر الأجساد الثلاثة لإيصال مقولة العمل النهائية وما تنفتح عليه من مستويات التحليل والتأويل.

 

كتب /عطية حسين

كل عمل من الأعمال النحتية الأربع للنحات العراقي محمد ناصر الزبيدي يتكون من ثلاث متون جسدية مستقلة عن بعضها لتؤلف في النهاية عملاً متكاملاً يُكمل مبتداه منتهاه ليس بالتماثل والتطابق في الإطار العام لجسد كل منحوتة على حدة بل بتآزر الأجساد الثلاثة لإيصال مقولة العمل النهائية وما تنفتح عليه من مستويات التحليل والتأويل

محمد ناصر الزبيدي تجربة أولى ومتفردة في تاريخ النحت العراقي

على عكس قاعدة التبئير التي ينزع إليها المنطق أو منطق المعالجة، كأداة للإحاطة والمحاصرة، من أجل وصوله إلى الحقيقة، ينزع الفن للتشطير وتعديد أسطح التمظهر، كأداة لتوسيع قواعد الجدل، في محاججته للقول ان وجوه الحقيقة تتعدد بعدد زوايا النظر وشرفات الإطلال عليها، ومن هنا جاءت رؤية ادوارد هوبر “ما يمكننا قوله بالكلمات لا نحتاج أن نعبر عنه بالفن”.

 

إذاً يتصدى الفن لانتزاع وتجسيد ما تعجز اللغة عن تقديمه أو التعبير عنه؛ وعلى هذا الأساس يظهر الفنان ليقدم لنا الهدايا التي تعجز الحياة عن تقديمها لنا.

 

وبهدي من مقولة الفنان، بابلو بيكاسو “اللوحة الفنية مجموعة من عمليات التدمير” نستطيع التسلل إلى عالم أي فنان، سواء كان رساماً أو نحاتاً، من أجل محاولة القبض على بعض الإشارات “التدميرية” للسطوح المستوية التي تمثل خامة عمله والفكرة المحرضة على انشائه، في الآن ذاته.

 

هذا ما قرأته، كمانشيت دلالي، وأنا أقف على عتبة الدخول إلى عوالم ومضاضات أربع من الأعمال النحتية، المتكاملة في إداء رؤية لحظة من لحظات تجلي النحات العراقي محمد ناصر الزبيدي، وهي التي سأضعها تحت عنونة، أرجو أن لا تبتسرها “ثلاثيات الوقيعة التقابلية”، بسبب كونها تتقابل من ناحية الشكل والمعمار الانشائي العام، وتختلف في المقولات وشفرات اشاراتها.

 

في هذه المنحوتات يعمد الفنان الزبيدي إلى تقنية التمويه الشكلي، فهو يجترح ثلاثة نماذج أو أوجه لفكرة منحوتاته الأربع، وبهيكل أو إطار عام متشابه، مع فروق جوهرية في التفاصيل التشريحية والاشارية، وبثلاث أجساد أو متون لكل منحوتة، وهي التي تكوّن بتكافلها وتعاضدها، في النهاية، منحوتة واحدة بثلاثة وجوه أو تمظهرات لتشكل فضاء ومقولة العمل النهائية، بصيغة تكافل المتون الثلاثة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات